تقارير

البنك الدولي وارباك المشهد السياسي بالبلاد

هدد البنك الدولي كما جاء في الاخبار بامهال السودان ثلاثة أشهر من اجل التوافق السياسي وتكوين حكومة مدنية او الغاء الاتفاق بالاعفاء من الديون! وكأنه بات حريصا فجأة علي مسار الانتقال بالبلاد ! التي يعرف جيدا حجم ازمتها السياسية والمتسبب فيها وعنوانها العريض الذي يمكن اختصاره بالاوضاع الاقتصادية المتردية!
يعلم الجميع ان الازمة السياسية في السودان ما هي الا تجلي للازمة الاقتصادية التي اوصلت البلاد الي ماهي عليه ، بل كانت السبب المباشر في تفجير الثورة بعد جملة تراكمات ! حتى قيام حكومة الثورة التي اقعدتها الاوضاع الاقتصادية والخزينة الخاوية والعزلة الدولية المفروضة! ولم يكن مسار الانتقال محتاج الا الي ثمان مليار دولار كما أشار اول رئيس مجلس وزراء لحكومة الثورة لاحداث التحول اللازم لانعاش البلاد!
علي زغم انهاء السودان عزلته مقابل مادفعه من ملايين الدولارات التي هو في امس الحوجة اليها لم تسرِّع المؤسسات الدولية للتمويل بالتدفقات المالية اللازمة رغم عشرات مؤتمرات اصدقاء السودان الذين وعدوه بالكثير الذي اسال اللعاب دون اي ايفاء في الواقع فقط وعود لاتغني ولا تسمن من جوع!
الان تحاول امريكا التي كانت اول المسارعين لتجميد مساعداتها المالية، ومن ورائها العالم الغربي ،استخدام ورقة التمويل الدولي للي ذراع البلاد من خلال مهلة الثلاثة اشهر او التهديد المبطن بتجميد اكبر للاعفاء من الديون وحرمان البلاد الاستفادة من وقوعها في مظلة “الهيبك” الدول المثقلة بالديون التي تستوجب الاعفاء!
من المعلوم ان اي توافق بين عدد من الاطراف المتنازعة ، لابد ان يكون بالقناعة الكافية والرضا التام، دون ضغوط او املاءات، والا قاد الي نتائج عكسية وزاد من ارباك المشهد السياسي المرتبك اصلا ! وهو فيما يبدو ماتريده مجموعة البنك الدولي ومن ورائها من مانحين! لانه من الغريب اعطاء البلاد مهلة قصيرة مع ماتعيشه من تعقيد في اوضاعها السياسية المأزومة!
وضح للجميع من المتابعين ان السودان حاول جاهدا تنفيذ سياسات البنك الدولي، وماصادق عليه من سياسات مالية مع صندوق النقد الدولي ،ومؤسسات التمويل الدولية الشبيهة مما ادى الى ضغوط اقتصادية رهيبة وقاسية عانى منها ومايزال المواطن!فكيف يكون الضغط الذي تسبب فيه نفس البنك الدولي ! عذرا لعدم الوفاء باي وعد قطعه نتيجة ذلك الالتزام، ليأتي بعد ذلك ويترك البلاد في حالة من الضعف التي تشهدها! ولم تصل لها لولا وصفته العلاجية المسمومة!

إنضم الى مجموعتنا على الواتس آب

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى