(٧) كهوف تحيط بام درمان .. وقصص وحكاوي عن صحراء كانت تعج بالحياة ..
الصحافة دوت نت تكشف غموض كهف قبر الكلب ..وما هى القصة الكاملة وراء التسمية
كتبت: نشوة محمد عبد الله
الكهوف غموض وسحر خاص يحفز النفوس إلى استشراف مابداخلها و معرفة خفاياها ، وقد ذكرت الكهوف فى القرآن الكريم بل وقد سميت سورة كاملة باسمها حوت أغرب القصص ،القرانى على الاطلاق وهى قصة أصحاب الكهف ، حفظت الكهوف على مر الزمان تاريخ البشرية وفيها وجدت بقايا الإنسان الأول وعبره تم التعرف على تاريخ البشرية ولاتزال الكهوف مثار البحث والتنقيب من قبل العلماء ، وفى أقصى الشمال الغربي لمدينة ام درمان يقبع كهف قبر الكلب ، مدخل الكهف ليس متصلا بالارض وإنما يقع على منحدر الجبل الاسود على ارتفاع عشرين مترا تقريبا من سطح الأرض ويحتاج الوصول إليه التسلق فى إتجاه القمة و ،فى قبالة مدخل الكهف يوجد نحت صخري عميق بعض الشئ يمتد حتى الاسفل ،نحتته مياه الأمطار على مر الدهور حتى أصبح كشلال جاف ،من على البعد يرى مدخل الكهف من اعلي كانه شرفة نافذة كبيرة تطل على الصحراء وللكهف امتدادات بالداخل لم يستطع ساكنو المنطقة القدامى الوصول إلى نهايتها وتسكنه اسراب هائلة من الخفافيش أكثر الكائنات غموضا على وجه الأرض .
قصة تسمية كهف قبر الكلب ..
قال محدثى الشيخ بلة كرار وهو من الذين قطنو ا المنطقة من قديم الزمان ويعتبر واهله من ملاك المنطقة من قبل يصلها العمران حتى وهو يحفظ تاريخ المنطقة عن ظهر قلب ،قال ان هذه المنطقة كانت مليئة بالحيوانات البرية مثل القط البري( كديس الخلا) والثعالب وكان يقصدها المزارعون لأخذ مخلفات الوطاويط للزراعة وقال انهم كانوا يأتون الي المنطقة وقت المغرب يحملون الأنوار وقد كان بالمنطقة خور صغير يدعى ودرحمة كان المزارعون يقومون بترسه ونظافته قبل موسم الأمطار ،أما الكهف فالتسمية تعود لقصة قديمه مفادها ان في المنطقة التي تقع شمال الكهف توجد منطقة قبر الكلب وذكر ان اصل القصة يعود الي أحد المزارعين القدامى الذى كان فى طريقه إلى أهله من جزيرة تقع شرق النيل عندما صادفه ( دابي) اي ثعبان كبير فقتله ،إلا أن ثعبان اخر كان يراقب الموقف أصر علي أخذ ثار أخيه وتتبع الرجل الذى كان بصحبته كلب حتى قطع النيل وتابع المسير والثعبان يتبعه حتى وصل إلى منطقة الجبل الأسود غربا وعندما وصل إلى منطقة الكهف أدركه التعب ، فأنزل رحاله ونام وعندما آفاق من نومه وجد الثعبان والكلب ميتين ورأى اثار العراك واضحه بالقرب منه فعرف ان الثعبان كان يلاحقه ولكن الكلب تصدى له ودخل معه فى عراك دفاعا عن صاحبه ولكن فى النهايه مات الكلب متأثرا بسم الثعبان لكن بعد أن قتله فداء لصاحبه ،فقام الرجل بحفر قبر ودفن فيه الكلب وسميت تلك المنطقة باسم قبر الكلب .
لم يكن كهف قبر الكلب هو الكهف الوحيد فى المنطقة كما قال الشيخ بلة كرار انما هناك كهوف اخري فى منطقة جبال كرري العديد من الجبال مثل جبل ام وليدات وسمى بهذا الاسم لوجود جبال صغار الى جواره هناك ايضا جبل المعيقلات وجبل القيسى وجبال منطقة السروراب وهو جبل طويل منعزل ويليه الجبل المقرون وهم عبارة عن جبلين مقترنان،بالقرب منها جبل سركان ، الذى كانت تدور فيه معارك المهدية ويتابع الشيخ كرار ان بهذه الجبال يوجد اثنان من الكهوف أحدهما غار الشيخ يوسف، وتوجد إلى جانبه مجموعة جبال منفردة قال الشيخ كرار ان هناك خور فى المنطقة غرب جبال كبرى يدعى خور ام شوش الذي يمتد من الجبل الأسود مرورا بجبل ام وليدات حتى يجد طريقه إلى النيل فى منطقة سيرو التي ذكر أنه كان يسيطر عليها الشيح صالح القماع الذى جمع كل قبائل المنطقة واشتهر بالشهامه.
قصة البئر الغامضة ..
يقول محمد عبد المنعم ومصطفى عبد المنعم وعبد الفضيل محمد عبد المنعم وهم من سكان المنطقة منذ الاسلاف تأكيدا علي حديث الشيخ كرار انه بالقرب من الجبال الشمالية يوجد جبل يدعي حدايد توجد بالقرب منه بئر تاريخية تقع شمال الحارة ٧٥ قام بحفرها ابراهيم ود حسن و التى يفترض ان تكون ملكا لابنه مهدى ابراهيم حسن وكان ذلك فى سنة ٤٨ ويبلغ عمقها ٣٣ رجلا يتميزون بالطول وقد قام بحفرها رجل بخمسة جنيهات ، وذكر أن سبب إنشاؤها هو حوجة الرعاة إلى الماء حيث كان اقرب مكان يردون إليه هو ود نوباوى وكان الرعاة يأخذون ماشيتهم الي النيل للشرب قاطعين مسافات طويلة وزكروا ان البئر كانت مغطاة بصاج حديدى لا يستطيع رفعة اقل من عشرة رجال.
ماذا كان يحدث فى منطقة الحارة ٤٨ القاحلة..
يقول الشيخ كرار. ان المنطقة التى توجد بها الحارة ٤٨الثورة الان كانت عبارة عن منطقة زراعيه يزرع فيها البطيخ والعجور والذرة والقصب بالامطار وكانت بها ثروة حيوانية هائلة وكانوا يعتمدون في شربهم على البئر المذكور و التى اضحت اليوم إمام منزل احدهم بعد التخطيط العمراني الجديد.
لا تزال صحراء ام درمان تحمل الكثير من الخفايا بداخلها فهى لم تكن مجرد صحراء وإنما كانت دوحة تعج بالحيا ة والرعاة من سكانها قصص سنستعرضها لاحقا..