علاقات الخرطوم وموسكو.. التاريخ والحاضر
العلاقات السودانية الروسية من العلاقات القديمة والمتجذرة منذ عهد الاتحاد السوفيتي وعلى تعاقب الأنظمة في البلدين ظل التعاون هو السمة البارزة في العلاقات ، وفي الوقت الذي تتصاعد فيه الضغوط الأمريكية على الخرطوم لتحجيم علاقات البلدين، وقال القيادي بالتيار الإسلامي الدكتور أمين حسن عمر إنه لا يمكن أن ينسحب الجيش السوداني تجاه المعسكر الأمريكي ، وقال إن معظم تسليح الجيش السوداني روسيا وأن وجهته أيضاً روسية وبين أن محاولات أمريكا التاريخية لتفكيك الجيش السوداني لم تنقطع ، وقال انه سبق لأمريكا أن تقدمت بمقترح لتفكيك الجيش وتقدمت بمقترح خلال مفاوضات نيفاشا بأن يتكون الجيش من ٢٥ الف جندي فقط ، على أن تكون مناصفة بين الشمال والجنوب ، وقال إن معركة أمريكا في أفريقيا لم تكن مع روسيا إنما هي مع الصين. وقال دكتور أمين خلال حديثه لبرنامج المقهى السياسي الذي بثته إذاعة المساء ، قال إن البلاد تشهد حالة من الارتباك والتوهان السياسي، وقال يوجد بالبلاد الآن أكثر من قيادة َ، وأكثر من جيش، وقال انه لا توجد مؤشرات واضحة لنجاح أي مشروع من المشروعات المطروحة في الساحة، وأضاف إن ما سمي بالاتفاق الاطاري لا يستحق هذه التسمية وقال إنه لن يفضي إلى شيئ ؛ وتابع قائلاً بأنه سيقسم المقسم، ووصف أمين الدول التي تقف من خلفه بأنها لا ترغب في الاستقرار في السودان ، وطالب القوة الإقليمية والدولية التي تقف من خلفه بضرورة إعادة النظر في هذا الموقف محذراً من إرتفاع حرارة الشعب السوداني تجاه التدخلات الخارجية. وسخر أمين من عودة عمل لجنة ازالة التمكين وقال إنها تمثل عنواناً جانبياً صغيراً لا يهمهم كثيراً، وقال إن المعركة ليست مع من أسماهم بالوكلاء بل مع الأصلاء الذين من خلفهم . مؤامرات ويقول الدكتور الطاهر محمد صالح المحلل السياسي أن حديث الدكتور امين والذين كان وزيراً وقيادياً في الدولة يمثل بوضوح الرؤية بشأن الدولة والمخططات التي تواجهها ويكشف من هو صديق السودان ومن يتربص به ويريد تفكيكه. وقال الطاهر إن أمين يعلم أهمية روسيا للسودان وللجيش السوداني وتسليح الجيش وتطويره على عكس من يريدون إضعافه مثل أمريكا والغرب.. وأشار الطاهر إلى كشف أمين معلومات جديدة عن خبايا اتفاقية نيفاشا والتدخل الغربي وقال هذه المعلومات تقال لأول مرة بيد أن كل السودانيين يعلمون بخطورة المخططات الغربية المستمرة ومحاولات فرض الأجندة . تطوير العلاقات بدوره قال الخبير الاستراتيجي محمد عبد الله آدم أن علاقات روسيا مع الدولة وليست مع طرف من الأطراف وليست مع نظام محدد كما ذكر أمين وقال هذه العلاقة تاريخية مرت بكل الأنظمة ولم تتأثر وقال بحسبة المكاسب والحسابات الإستراتيجية يجب تطوير العلاقات مع موسكو وعدم الالتفات لضغوط أمريكا والدول الغربية الذين لن يستفيد منهم شيئاً وقال إن زيارة وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف الأربعاء للبلاد يجب أن تستفيد منها الخرطوم بتطوير وتعزيز العلاقات والاتفاق على تفعيل الإتفاقيات والتبادل الإقتصادي والتطوير العسكري وقال هذا هو الطريق السليم لافتاً الى أن السودان دولة ذات سيادة ولايجب أن تنتظر لأحد يحدد لها مسار علاقاتها مع الخارج.