اجتماع المبعوثين الدوليين في الخرطوم لمصلحة البلاد ام للبحث عن مصالحهم؟
يلتئم اكبر تجمع للمبعوثين الدوليين في تاريخ البلاد بما يؤكد اهميتها واهمية موقعها الجيوسياسي وتأثيرها علي المحيط الاقليمي والأمن والسلم الدوليين! حيث أشارت الانباء الي زيارة مشتركة الي الخرطوم يومي7/9 فبراير الجاري لكل من الدكتورة أنيت ويبر، الممثلة الخاصة للاتحاد الأوروبي في القرن الأفريقي
السيد فريديريك كلافيه، المبعوث الفرنسي الخاص للقرن الأفريقي
السيد تورستن هوتر، رئيس شعبة القرن الأفريقي في الخارجية الألمانية
السيد جون أنطون جونسون، المبعوث النرويجي الخاص للسودان وجنوب السودان
السيد روبرت فيرويذر، المبعوث الخاص للمملكة المتحدة للسودان وجنوب السودان
السيد بيتر لورد، نائب مساعد وزير الخارجية الأمريكي لشؤون شرق أفريقيا والسودان وجنوب السودان!
ياتي الاجتماع الدولي والنوعي الكبير غير المسبوق وبلادنا تعاني اكثر لحظاتها ضعفا وهشاشةً وسيولة امنية نتيجة لانعدام الحكومة لاكثر من خمسة عشر شهرا مع ازمة سياسبة طاحنة وانقسام كبير نتيجة لاختلاق القوى السياسية بالبلاد بعد تجربة فاشلة لاول حكومة انتقالية بعد ثورة ديسمبر المجيدة التي انهت ثلاث عقود من حكم الانقاذ! التي تركت الدولة بخزينة فارغة ومواجهة العالم بقضايا الارهاب في ظل عزلة دولية وحصار اقتصادي صارم ارهق البلاد وقاد اقتصادها للانهيار التام !وللغرابة كان من صنع دول نفس المبعوثين الذين يتجمعون الان، بحجة معالجة الازمة السودانية المستفحلة!
يتساءل الخبراء والمتابعون ازاء هكذا وضع عن دواعي هذا الحضور الكبير لمبعوثي دول القرار العالمي ، في بلاد تعاني من ازمة سياسية وانهيار اقتصادى، في ظل حاجة اوروبا الماسة والغرب عموما للموارد، نتيجة التغيرات الدولية الماثلة ، عن السبب الحقيقي لهذا الاجتماع الكبير؟وهل ياتي هذا التدافع الغربي غير المسبوق! من اجل معالجة الازمة السودانية ولمصلحة البلاد ،ام للبحث عن مصالح اوروبا والغرب الذاتية؟ وهل في اجتماع كل هؤلاء المبعوثين، سوف لايكون نقاشهم الا عن السبل الكفيلة بخروج البلاد من ازمتها السياسية؟وهل ان دول القرار العالمي التي فرضت حصارها الاقتصادي علي البلاد بارادة امريكية ،أصبحت حريصة الآن علي انتشال البلاد ومساعدتها؟هذا بعد ان راقبت من قبل جيداً؛ يد الحكومة الانتقالية التي ظلت ترفعها ايام “حمدوك” وهي تغرق وتغوص في الاعماق! مستنجدة بهم في مؤتمرات اصدقاء السودان المتعددة، وفي ظل وجود البعثة الاممية ورئيسها ممثل الامين العام بالبلاد! والتي عنوان مهامها المساعدة علي الانتقال!
يخشى كثير من المتابعين نتيجة للسوابق المعروفة للمجتمع الدولي في عدم ايفائه بالتزاماته تجاه ماقطعه للسودان من وعود ان يكون اجتماع المبعوثين الدوليين علي اهميته كمناسبة غير مسبوقة كغيره من مؤتمرات اصدقاء السودان بوعودها الخلب مجرد ظاهرة صوتية لا انعكاس لها علي واقع الارض او معالجة قضايا البلاد، التي يعتبر المال والتمويل وتدفقاته في مختلف صوره واشكاله من استثمار وشراكات ومشروعات ودعم مباشر، هو العنوان الابرز لازمة البلاد التي تحتاج الي التمويل اللازم لاحداث الانعاش المطلوب لاقتصاد البلاد! كما يشير لذلك المتابعين ويحذرون في ذات الوقت من مضاعفات ذلك وانعكاسه علي تعقيد الازمة وزيادة معاناة المواطنين واحباطهم بمايقود ربما الي تفتيت البلاد وانزلاقها نحو الفوضى والتقسيم! فهل يصدق الغرب هذه المرة؟