عالم الرياضيات البروفيسير أحمد شمس الدين الشيخ سالم : نظام ” التعليم الجيد ” يتطلب وجود معلما مؤهلاً ومكتفي مالياً
كتب : محمد حسن رابح المجمر.
( إن هذا التقرير محبط ومخيف ، نحن نسعى الى التعليم الجيد ، والتعليم الجيد هو تطوير القدرات العامة والخاصة للعقل وتوسيع مداركه ونظامنا التعليمي متدني لا يلبي هذا التعريف !!) ، وهذا ما يجمع عليه كل علماء التربية في كل العالم …..
هكذا إبتدر البروفيسير أحمد شمس الدين الشيخ سالم حديثه في حلقة برنامج مساء جديد التي بثتها قناة النيل الأزرق ( الأربعاء 1 فبراير ) الماضي ، وجاء ذلك في سياق رده على سؤال : التعليم في السودان إلى أين أو التعليم في هذا البلد ماله وما عليه ؟
وفي البداية نشير إلى أن البروقيسير أحمد شمس الدين هو واحد من الذين عملوا في مجال كتابة المناهج والبحث التربوي في بخت الرضا وهو من قام وبشكل أساسي بإرساء منهج الرياضيات الحديثة في مطلغ سبعينيات القرن الماضي …
وبالعودة إلى مقدمة الحلقة التي شدد فيها البروفيسير أحمد شمس الدين على ضرورة أن تتناسب المناهج مع القدرات التعلمية/ الإستيعابية للطالب والبنية الأساسية للمواد نجد أنه يقدم تشخيصا دقيقا لما يعاني منه النظام التعليمي في بلادنا وهذا مهم جدا ،
ولم يغفل التشخيص كذلك دور المعلم في النظام التعليمي كعنصر رئيسي في إنجاز هذه المهمة ، وتقود هذه الجزئية إلى التفكير الجاد في كيفية إعداد المعلم الكفء الذي عرفه البروفيسير أحمد شمس الدين بأنه المعلم المفكر صانع القرار .. وإنطلاقا من هذه الإقتباسات التي قمنا بجمعها من حديثه لقناة النيل الأزرق ، يكون في إمكاننا أن ننظر بوضوح إلى ما يعانيه نظامنا التعليمي من مشكلات جدية تتطلب تدخل حكومي عالي المستوى في هذا الملف الحيوي والمهم بالنسبة لمستقبل أولادنا وبناتنا …إذ لا تستطيع أمة أياً كانت قدراتها الإقتصادية أو الإجتماعية أن تعبر من ( خط الفقر ) والحروب الأهلية والتمزق الإجتماعي قبل أن تعيد النظر في نظامها التعليمي ، ومما يدعو للأسف أننا في السودان نملك إرثا مشرفا في كيفية بناء هذا النظام التعليمي وعلينا أن نستفيد من هذه الكفاءات الوطنية الكبيرة، والبروفسور أحمد شمس الدين الشيخ سالم وهو من مواليد العام 1947م بمدينة الدويم في النيل الأبيض ، يعد واحدا من أهم الباحثين في مجال علم الرياضيات والتربية التي درسها في جامعة بيروت الأمريكية 1970م لينال الدكتوراة من جامعة إدنبره ببريطاننيا 1983م .
وتتواصل جهوده الأكاديمية ويحصل على درجة الأستاذية في جامعة الإتحاد في 2012م بدولة الأمارات العربية المتحدة والتي من أكبر إنجازاته فيها برنامج التعلم الفردي الذي طبقته وزارة التربية و التعليم في الإمارات عام 2006 م ، وقد تم نقله من تجارب ناجحة ببريطانيا والولايات المتحدة الأمريكية.. .
وهو أحد أعضاء اللجنة القومية التي شكلها رئيس الوزراء دكتور عبدالله حمدوك لمراجعة المناهج المدرسية الجديدة ، يناير – فبراير 2021م ، وقد كانت بعض المقترحات التي قدمها لإسعاف الوضع المتدهور لنظامنا التعليمي في الوقت الراهن جزءا من توصياته في هذه اللجنة …وعلى الرغم من أن حديثه المقتضب لقناة النيل الأزرق كان يصب في خانة التشخيص والفحص الأولي لمشكلات التعليم العام في بلادنا إلا إننا نتطلع إلى تتيح جهات الإختصاص مساحات أوسع للمختصين والأكاديميين لكى يدلوا بدلوهم في هذه القضية القومية المهمة وعلى رأسهم البروفيسير أحمد شمس الدين الشيخ سالم والذي هو يتطلع بدوره لتقديم كل ما لديه من خبرات لوطنه.. .
ختاما ..نقول أن البروفبسير أحمد شمس الدين كفاءة وطنية نادرة في مجال التربيةوالتعليم وقد نهضت بجهوده دول ومؤسسات أكاديمية عديدة وبلادنا في أشد الحاجة إليه الآن …. فهل وعينا الدرس هذه المرة باكراً أم أننا لا زلنا نحتاج إلى المزيد من الشرح ؟
محمد حسن المجمر