إمدادات القمح والطاقة.. أزمة الغذاء والتربح الأمريكي
بنظرة إلى الأوضاع والعودة إلى الذاكرة إلى قبل ما يقارب العامين والنظر الى أزمة الخبز يبرز تساؤل، موضوعي عن ما هو سبب الإستقرار الآن في السودان بخصوص إمدادات القمح وتوفر الخبز رغم المشكلات العالمية ؟ فقد كانت الأوضاع في العالم ليست مثلما هي عليه اليوم بعد الحرب الروسية الأوكرانية وتأثيرها المعلوم على إمدادات الغذاء بينما كانت الأزمة في السودان على أشدها والان تشهد كل مناطق السودان استقراراً ووفرة في القمح والخبز. إمداد روسي وفي هذا الصد. تشير التقارير الدولية المتعلقة بنقل الحبوب إلى أن السودان يعتمد بنسبة ٧٥٪ على القمح الروسي الذي يستورد من موسكو وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قد وجه عقب اندلاع الحرب والاتفاق الذي وقع مع أطراف دولية بواسطة تركية بضرورة أن تكون الأولوية في إيصال القمح للدول الأفريقية الفقيرة وعلى رأسها السودان ولذلك ظل القمح الروسي يصل السودان وقال الخبير الإقتصادي أبوبكر الطريفي ان شحنات القمح ظلت تصل بانتظام إلى السودان وأكد انه رغم محاولات الدول الغنية الإستئثار بالحبوب واخذها امدادات أوكرانيا إلا أن القمح الروسي يصل إلى السودان وقال هنالك شحنات مجانية من القمح الروسي وصلت السودان منحة من الرئيس بوتين وبتوجيه مباشر منه في مقابل إرسال واشنطن شحنات من الذرة وهي ليست الغذاء المعلوم للسودانيين ولا يحتاجونها وتبدو هنا المفارقة تساؤلات ويقول الخبير الاستراتيجي سمير عطار إن السؤال الذي يفرض نفسه ما سيكون الحال في ظل حدوث أي خلل في اتزان إمداد القمح؟ في السودان وفي الدول الأخرى ويقول يمكننا أن نرى المثال واضحاً، بعد أن فقدت أوروبا الغاز الروسي، قامت الولايات المتحدة بتصدير النفط الى أوروبا مما عزز من الغلاء في أوروبا ورفع فاتورة الطاقة التي يدفعها المواطن وادي لزيادة التضخم والاضرابات وغلاء المعيشة . وأبان عطار إن هذا العامل المؤثر في الطاقة شكل ضغطاً اقتصادياً على الحكومات والشعوب الأوربية، بينما سجلت شركات النفط الامريكية أعلى نسب أرباح في تاريخها. لافتاً إلى أن هذا ما سيكون عليه الوضع في كل العالم حال أصبح القمح يتم تصديره وتوريده عبر الولايات المتحدة الأمريكية ، ويصبح رغيف الخبز حلماً بعيد المنال وربما لايستطيع المواطن الحصول عليه في اي دولة إلا الأثرياء وأكد أن هذه الأزمات تتربح منها أمريكا في مقابل خسائر الدول الأخرى وأكد أن هذا يكشف أسباب دعم ووقوف الولايات المتحدة الأمريكية خلف الحرب الروسية الأوكرانية ودعم كييف من أجل إستمرارها لأن المعادلة الكاسب منها أمريكا عبر الأرباح التي تجنيها الشركات الأمريكية وقال إن دعم الأسلحة ليس لله وليس بدون مقابل وإنما تسترده واشنطن من خلال الصفقات والتربح من بيع الطاقة إلى أوروبا بالرغم من أن الاحتياطات النفطية في الولايات المتحدة ليست كبيرة ولكنها تستغلها مؤقتاً لتحقيق أكبر قدر من الأرباح وتعويضها من الدول المنتجة للنفط ونهب النفط في الدول التي تسيطر عليها مثل العراق وغيرها وقال أمريكا نهبت النفط العراقي منذ العام 2003م وقال يجب الانتباه جيداً إلى هذه المخططات.