المجتمع الدولي يتباطأ في تقديم الدعم للسودان
عقد رئيس بعثة يونيتامس، فولكر بيرتس، سلسلة إجتماعات مكثفة مع مسؤولين أوربيين، حول توفير الدعم المادي للحكومة المدنية الإنتقالية المقبلة بالسودان. ونشر فولكر على حسابه في (تويتر)، صوراً له مع عدد من الشخصيات الأوروبية بينهم وزير التعاون النرويجي، ووزير الخارجية الفنلندي، ووزير الدولة الألماني للتعاون، ومساعد وزير الخارجية القطري، وآخرين. كما إجتمع رئيس يونيتامس مع الأمين العام لدائرة العمل الخارجي الأوروبي ستيفانو سانتينو. وقال فولكر تعليقاً على هذا الحراك: (عقدتُ إجتماعات مثمرة حول الدعم المادي للحكومة الإنتقالية الجديدة في السودان). وكان نائب رئيس مجلس السيادة الفريق أول محمد حمدان دقلو قد ناشد في خطابه الأخير الأسرة الدولية والإقليمية بالإستعداد لتقديم السند اللازم للحكومة السودانية القادمة، التي قال إن الشعب ينتظر منها الكثير، وستواجهها مهمة صعبة ما لم تجد التعاون السريع والفعال لمواجهة التحديات الاقتصادية. ودعا دقلو الحكومة القادمة للإهتمام بالقطاعات الإنتاجية وإستثمار خيرات البلاد الزراعية والحيوانية والطبيعية، وتوجيهها نحو المواطن في كل أرجاء السودان بعدالة وإنصاف، والإهتمام بالتعليم والصحة كأهم عوامل النهضة الشاملة. وجدد دقلو إلتزام المؤسسة العسكرية بتعهداتها التي قطعتها بالخروج من السلطة السياسية، وإنجاح العملية السياسية الجارية. كما أكد رغبتهم الجادة والصادقة في علاقات بناءة مع الأسرة الدولية والإقليمية، ونأيهم التام عن كل أشكال العلاقات الخارجية التي تمس بالسلم والأمن الدولي. وقال دقلو: (إن السودان دولة ذات تاريخ عريق في السلم مع الجوار، ولم يتحول لمصدر تهديد للإقليم والمجتمع الدولي، إلا في سنوات حكم النظام البائد الذي أفسد علاقاتنا مع أشقائنا وجيراننا، وهو ما لن يتكرر أبداً مرة أخرى في هذه البلاد). من جانبها تساءلت الباحثة المهتمة بالشؤون الدولية رفيدة الشيخ عن مصير الوعود التي تقدم بها المجتمع الدولي طوال السنوات الماضية، وهل تم الإيفاء بها أم وضعت على الأدراج تاركة الشعب السوداني يغوص في أزماته الإقتصادية وصراعاته السياسية. وأضافت رفيدة أن المجتمع الدولي تباطأ كثيراً في دعم السودان، ورهن بعضهم تقديم المساعدات للشعب السوداني بالمواقف السياسية. وأكدت الباحثة أن السودان غني بموارده وما يطلبه السودانيون هو الإستفادة من رؤوس الأموال الأجنبية في التنمية والإعمار والإصلاح الإقتصادي، وهو الهدف الأبرز للحكومة القادمة. وأشارت رفيدة إلى أن الإختناق الإقتصادي الذي تعاني منه كثير من الدول عقب العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا، جعل العالم يلتفت إلى السودان وأراضيه الخصبة، والتي تعد أحد أبرز وأنجح الحلول لحل أزمة الغذاء في العالم. مؤكدة أن الأوضاع السياسية في السودان تمضي بثبات تجاه الحل الذي لاحت بشرياته مع التوقيع على الإتفاق الإطاري، وأن الطريق صارت ممهدة لإستقبال كافة أشكال الإستثمار الأجنبي، الذي تخوف في السابق من التوترات الأمنية والسياسية بالبلاد. وأضافت: (نستطيع القول أن البلاد الآن تعافت من الفتن والخلافات السياسية، ويترقب الشعب السوداني الحصاد الذي يتطلب تكاتف الجميع، لنعود أقوى ونقنع العالم بأننا المستقبل الأفضل لكل الشراكات الفاعلة والمفيدة).