حذر خبراء أمنيون وعسكريون وقيادات أحزاب سياسية من محاولة بعض الجهات تأجيج الخلافات بين مكونات المؤسسة العسكرية. وقال الخبراء أن هذه الجهات إستغلت التصريحات التي تحدثت مؤخراً حول دمج قوات الدعم السريع في القوات المسلحة. وأكد الخبراء أن هذه الجهات ترمي إلى تصعيد المواجهة بين مكونات المؤسسة العسكرية، ليحدث الصدام الذي يتضرر منه الجميع. مشيرين إلى أن ذلك لن يحدث لأن قيادات البلد تتمتع بالحكمة وهمها مصلحة الوطن، بعيداً عن الأجندة المشبوهة والأطماع الشخصية. وظهر الجدل في الأوساط السياسية ومواقع التواصل الاجتماعي، وأجهزة الإعلام المختلفة بشأن الخلاف داخل المؤسسة العسكرية، على خلفية تصريحات لقادة القوات المسلحة في أكثر من مناسبة، والتي رهنوا فيها موافقتهم على الإستمرار في دعم الإتفاق الإطاري والعملية السياسية الجارية حالياً بدمج قوات الدعم السريع في الجيش. في وقت أعلن فيه نائب رئيس مجلس السيادة وقائد قوات الدعم السريع الفريق أول محمد حمدان دقلو في أكثر من مناسبة أنهم لا يرفضون عملية الدمج ولكن وفق جداول معلومة. وأكد خبير إدارة الأزمات، اللواء متقاعد (م) د. أمين مجذوب في تصريحات لصحيفة (البيان) أن عملية الإصلاح العسكري والأمني عملية معقدة وتتطلب جهداً مكثفاً، وإرادة من كل الأطراف. وأشار أمين إلى أن عملية بناء جيش وطني واحد بحاجة إلى ترتيبات محكمة وجداول زمنية، يتم فيها وضع سقوفات لمعالجة قضية الدمج والتسريح، إذ يتم الدمج الكامل داخل الجيش أو تسريح من يرغب في العودة للحياة المدنية، ومن ثم إخضاع القوات التي يتم دمجها لقوانين ولوائح القوات النظامية. من جانبه حذر نائب رئيس حزب الأمة القومي إبراهيم الأمين من الصدام بين العسكريين. وقال الأمين في تصريح لصحيفة اليوم التالي، إنهم يرفضون الصدام بين الجيش والدعم السريع لجهة أن الضحية سيكون الشعب السوداني. بينما قال القيادي في التحالف والمتحدث بإسم حزب الأمة القومي أحمد المصباح، إن وضع قوات الدعم السريع تم حسمها في الإتفاق الإطاري، الذي نص بصورة واضحة على جيش واحد بعقيدة جديدة، ودمج الدعم السريع فيه، وكذلك مقاتلي الحركات المسلحة، وعبر الترتيبات الأمنية كما وردت في إتفاق جوبا لسلام السودان. وقال الخبير والمحلل السياسي حاج حمد عبد الكريم أن الحديث عن دمج قوات الدعم السريع، هو تضليل إعلامي يهدف إلى صرف الأنظار عن المطلوبات الفعلية للمرحلة الحالية، مثل بند الترتيبات الأمنية وما يليها، إلى جانب التراخي في التعامل مع الحركات المسلحة غير الموقعة على السلام، والحركات التي بدأت تظهر مؤخراً. وحذر حاج حمد الجهات التي تحاول تأجيج الصراع بين مكونات المؤسسة العسكرية بأن هذا الأمر يخدم أعداء الوطن والأجندة الغربية، وعليهم التراجع عن تبني هذه المخططات المشبوهة، التي تسعى لإشعال البلاد عبر الفتن والحروبات والدسائس.
زر الذهاب إلى الأعلى