(مفارقات) .. الخطاب الوطني والخطاب الانفعالي .. بقلم شاكر رابح
تداعيات سياسية وامنية خطيرة شهدها الوطن مؤخرا نتيجة لحالة التشظي بين القوى السياسية ومما زاد الطين بلة والمشهد تعقيدا التصريحات الساخنة والخطب المتنشنجة التي اطلقها قادة القوات المسلحة خاصة الخطاب الاخير للفريق ياسر العطا في ود حامد ولاية نهر النيل في مناسبة اجتماعية (زواج الجماعي) وهذا المشروع كيزاني بامتياز ومثل هذه التصريحات بمثابة خطب حماسية انفعالية تزيد من إشعال النيران وتنعكس سلبا علي حساب أمن المواطن واستقرار الوطن، وكنا قد حذرنا بخطورة مثل هذه التصريحات والتي تشبه إلى حد بعيد خطاب الناشطين السياسيين وليس رجال الدولة. بالمقابل نجد ان خطاب الفريق عبدالرحيم دقلو امام قوات الدعم السريع بالخرطوم فيه روح و “نفس” وطني وتأكد الي اى مدي ان قادة قوات الدعم السريع يتعاملوا بمسؤلية ووطنية ومهنية دون تمويه للحقائق علي الرأى العام للتكسب او استعطاف الجمهور في المناسبات الاجتماعية، ولا شك ان محاولة قادة الجيش جر قوات الدعم السريع الي الفتنة والمواجهة والتنصل من الاتفاقات والالتزامات ومحاولة اعاقة بناء الدولة بوضع المتاريس لايقاف استكمال حلقات الفترة الانتقالية هذا تخبط سياسي عواقبه وخيمة وخطيرة علي مستقبل الوطن .
المواطن البسيط ظل في حيرة من امره بسبب تقاطع التصريحات وكثافة لغة التهديد التي لا تقود الا لتدمير وضياع الوطن،
وعلى ما يبدو أن الأمر اختلط على قادة الجيش وبدأ التداخل واضحا بين دورهم كعسكريين وسياسيين فقد وقعوا في فخ السياسة وتحولوا الي سياسيين وساروا في درب الفلول الذين يعملوا علي الوقيعة بين المكون العسكري غير مدركين الى دورهم وهم في مرحلة انتقالية محددة الاهداف.
في تقديري الشعب السوداني لا يهمه الان دمج قوات الدعم السريع او حله او استكمال الفترة الانتقالية او عدمها انما المواطن الغلبان يتوق إلى مستقبل أمن وعيش رغد وحياة كريمة.
والله من وراء القصد وهو يهدي السبيل