(فنجان الصباح) .. احمد عبدالوهاب .. لعاصمة نظيفة أحوج منا لعاصمة حديثة !!
.
الخرطوم.. العاصمة القومية، لا هي (قرية بداوتها تبدو.. ولا هي بندر)..
فعشرات اللواري المثقلة حد التخمة بالقش والقصب – يابس أو طري- تدخل آمنة مطمئنة إلى حواري وأسواق العاصمة المثلثة.. وعشرات اللواري تخرج منها منهكة ومثقلة بروث الحيوان..
عاصمة كانت قبل ومابعد الإستقلال تغتسل كل مساء بالصابون، وتبعث مع النسايم الحلوة روائح الفل والياسمين، وتغني للفلور دامور ونفحة الريفدور..
تمضي الخرطوم اليوم على طريق وعر..
قطعان الماشية تحتل الشوارع الرئيسة.. وزرائب تربية وتسمين الماشية تحجز لنفسها خططا إسكانية ضمن خطط إسكان البشر..
ان النظافة كمظهر حضاري هام مفقود في طول الولاية وعرضها.. لاشئ يشبه ساقية وجحا غير عمليات نظافة كسولة وعجولة.. تعيد بعثرة النفايات وأكياس البلاستيك بحثا عن أي محتوى ذي قيمة..
شوارع محطمة وتلتوارات مهدمة، وطرقات مسكونة، بالرماد والاطارات المحروقة وروث التمباك، وعوادم الركشات.. ومخلفات البشر..
وفي ثقافة الكرين.. مايشي بأن النظافة ليست من الإيمان .. فالسيارة هناك يزيد سعرها كل مازاد اتسخاها بالزيت والخبوب والطين، والعكس صحيح ..
ملاحظات هامة أبداها الفريق أول دقلو في مخاطبته الجلسة الختامية لمؤتمر تنمية وتطوير الخرطوم.. غفل عنها كل الساسة المهمومين بثقب الأوزون والاحتباس الحراري .. ناسين ان مستعظم النار من مستصغر الشرر..
دعا سيادته المواطن ليكون جزءا لا يتجزأ من حملة مستمرة وشاملة.. وذلك بتخليه عن كثير من الممارسات الضارة والسلوكيات الخاطئة..
واقترح السيد النائب الأول لرئيس مجلس السيادة بأن يكون يوم (السبت) من كل أسبوع يوما للنظافة، في حملات مستمرة سيكون هو أول المشاركين فيها..
ان العاصمة القومية وغيرها بحاجة لحملات كثيفة لاصحاح البيئة، وإلى قوانين رادعة وإلى قدوة حسنة..
ونحن إلى عاصمة أنيقة ونظيفة أحوج منا إلى عاصمة حديثة..
ولان النظافة عمل حضاري لا تتجزأ.. نريد لنظافة العاصمة ان تكون ضربة بداية لسلوك شعبي وحزبي وسياسي نظيف..
وماذلك على الله بعزيز..