على كل: محمد عبدالقادر يكتب: المنتظر من البرهان وحميدتي..!!
مازلنا نراهن على ارث الحكمة الموجود فى رصيد قيادات المنظومة العسكرية والامنية لتجاوز حالة الخلاف الراهنة، بل ان طموحاتنا تتجاوز قدرة الفريق اول عبدالفتاح البرهان رئيس مجلس السبادة ونائبه محمد حمدان دقلو حميدتي على انهاء حالة التباين فى وجهات النظر بشان تواقيت دمج الدعم السريع فى الجيش الى الاسهام الحقيقي والفاعل فى تجميع شتات الفرقاء السياسيين على صعيد التوافق السياسي المامول. الانباء تتحدث عن خلافات بين الرجلين حول الجداول الزمنية لانهاء عملية دمج الدعم السريع فى الجيش اجلت صدور التوصيات الختامية لورشة الاصلاح الامنى والعسكري.. ينتظر الشعب السوداني من قياداته العسكرية والامنية الارتفاع الى مستوى المخاطر التى تهدد البلد ، وتجاوز المرارات الشخصية من اجل المصلحة العامة، وقد اثبتت التجارب ان بعض القادة مدخرين لانجاز المهام العظيمة والتسامي فوق الاجندة والمرارات الشخصية. هنالك ارث من الحكمة المعهودة فى التعامل مع مطبات الفترة الانتقالية ينبغي استدعاءها الان لتجاوز ما يحدث الان من خلافات. مازلنا نعول على حراك كثيف يقوده الفريق اول محمد حمدان دقلو قائد قوات الدعم السريع بعد الاعلان عن ابداء غير الموقعين على الاتفاق الاطاري مرونة واضحة خلال لقاءاتهم بالرجل، ولكن يظل السؤال المهم مطروحا بشان نتائج حوارات حميدتي مع الجهات الموقعة التى مازالت تتمترس حول مواقف جامدة ينبغي ان تتحرك قليلا باتجاه الاخرين.. لن ينتظر المواطن السوداني من حميدتي ان يكون طرفا فى خلاف يهدد امن البلد فهو مرجو للتوسط والجودية ونزع فتيل الازمات لا الاسهام فى اشعالها.. جميعنا تابع جهود حميدتي فى الخروج بالوثيقة الدستورية الي فضاء التوافق الذى نزع فتيل الازمة فى ذلك الوقت وخرج بالاطراف الي بر اتفاق دشن الفترة الانتقالية وادخل السودان فى حقبة تاريخية جديدة، وكلنا ينظر بتقدير لادواره المقدرة فى ابرام اتفاق سلام جوبا الذى اوقف دوامة الحرب حيث لم تطلق رصاصة واحدة فى ربوع البلاد هذا علاوة على ارث كبير وتاريخ طويل فى عقد المصالحات التى اوقفت كثيرا من المواجهات الدموية فى ربوع دارفور ومناطق اخرى. لا اعتقد ان قائد بانجازات حميدتي فى ملف سلام دولة الجنوب وتحقيقه كذلك بالداخل سيكون جزءا من ازمة وطنية بل ان ادواره فى المصالحات والتسويات تؤهله لان يكون وسيطا بين الفرقاء السودانيين، اذ مازلنا نامل ان يقف الرجل على مسافة متساوية تجعله منفتحا على الجميع.