(فنجان الصباح) …أحمد عبد الوهاب .. العاشر من رمضان المجيد
رمضان هو شهر الانتصارات لدى أمة الإسلام.. ومامن نصر مؤزر وفتح كبير إلا وكان في رمضان.. من بدر الكبرى الى عين جالوت إلى العاشر من رمضان الموافق ٦ اكتوبر من عام ١٩٧٣م.. إنه ذلك اليوم الذي استعاد فيه العرب أرضا وكرامة..
فقد كانت النكسة (يونيو ١٩٦٧م) هزيمة ساحقة ومذلة.. تم فيها هزيمة كل الجيوش العربية مجتمعة.. واحتلت اسرائيل القدس وسيناء والجولان وكامل الضفة الغربية..
كان عبد الناصر في حرب طاحنة في اليمن.. وخصومة فاجرة مع العرب..وعداء شديد مع الغرب.. وصداقة باهتة مع الشرق.. وجاءت نتائج قمة الخرطوم كلها لصالح مصر.. جمعت دبلوماسية الأزهري والمحجوب بين فيصل وناصر، وتحقق الصلح المستحيل.. وتدفق دعم أصحاب النفط سخيا رخيا.. واستعاد التضامن العربي مع القاهرة.. صار العرب كتلة واحدة يربطهم حبل ويقطعهم سيف ، كما في المثل الدارج..
كان العدو الصهيوني يباهي بخط بارليف وبجيشه الذي لا يقهر وبثنائي الطائرة والدبابة وبلا جنود خارج الدروع..
ونام الصهاينة في العسل.. وكانوا يومها يحتفلون بعيد الغفران اليهودي..
ومع صيحات( الله أكبر) انطلق خير أجناد الأرض يعبرون القنال.. ويخترقون خط بارليف ويمزقون أسطورة (الجيش الذي لا يقهر) بينما كان سلاح الطيران يدك مواقع العدو.. وتم تحرير سيناء وتقدمت سوريا في جولانها.. ودخل سلاح النفط إلى المعركة ، أغلق شيوخ النفط آبار الزيت وأعادوا تقييمه في السوق.. وعرفت أمريكا وأوروبا أزمة الطاقة الطاحنة لأول مرة وارتفعت اسعار المحروقات بشكل كبير.. واستعاد العرب أرضا وووحدة وكرامة..
غير ان ممايؤسف له أن قادة( اوبك) قرروا غداة استشهاد الملك فيصل ( أن لا مزج بعد اليوم بين النفط والسياسة).. وقرر السادات وقف القتال .. ولو واصل العرب زحفهم المقدس لمسحوا إسرائيل من الخارطة أو ألقوا بها في البحر..
كنا نتمني أن لو تم تحرير الأقصى والمقدسات.. لتكتمل فرحة المسلمين أجمعين .. وقد كانت أمنية صاحب الجلالة الشهيد الفيصل أن يصلي في المسجد الأقصى المبارك ..
تحية لكل الشهداء والمجاهدين من دول الطوق وكل رجال المقاومة الباسلة.. وليت أبطال فلسطين كونوا كتيبة باسم (الملك فيصل) هدفها تحرير المسجد الأقصى وبقية المقدسات، وتحقيق أمنية عزيزة لساكن الجنان الشهيد السعيد فيصل بن عبد العزيز آل سعود.. طيب الله ثراه.. وهي أمنية غالية على كل المسلمين..
وماذلك على الله بعزيز..