(وطن النجوم) .. علي سلطان .. توم آند جيري*…!
هي الأيام نفسها، ولكن تتغير الحكايات ويدور الزمن دورته..!
كنا نسابق النجوم
نغني للفراشات المضيئة
نبني قصورا وقلاعا على الرمل
نجدل من شَعر الليل الفاحم ضفيرتين مجدلتين
نتسلقهما لرؤية الفجر القادم..!
ثم ماذا..؟
مازال الليل باقيا والنجوم والفراشات والفجر قادم ..!
لقد هرمنا وهرمنا..
كانت ست الشاي (حبوبة) ملاذا لنا في منتصف النهار لاحتساء الشاي والقهوة والونسة حتى موعد صلاة الظهر.. ثم جاء عسعس النهار كالغزاة فحملوا ماوجدوا من كراسي بالية وكافتيره قديمة أسودت من دخان الفحم وجردل بلاستيك دلقوا ماءه على الارض.. وعدداً من الكبابي والملاعق ومصفاة مهترئة ثم انطلقوا بصيدهم فرحين وهم يستعدون لغارات و غزوات مستمرة طوال اليوم.. لم تذرف حبوبة دمعة واحدة فقد بكت كثيرا من قبل.. ماعاد البكاء يفيد..! تحسسنا جيوبنا المنهكة وقدمنا بعض ما لدينا.. حلفت يمينا مغلظا انها لن تقبل جنيها واحدا..!
غابت قليلا من الوقت ثم عادت ومعها شاب يحمل كراسي وعدة الشاي والقهوة واستنأفت نشاطها كأن شيئا لم يكن.. قالت ضاحكة تعلمنا ان نجاريهم ونستمر في اعمالنا.. وباقي االحاجات بترجع اليوم..! كانت الحرب سجالا بين اولئك الغزاة وستات الشاي.. لعبة قديمة تتجدد كل يوم..! من المستفيد منها ؟ من الذي يجلس على الارض يدرس هذه الحالات التي تُطارد بقسوة كل يوم ..! هل عجزنا ان نصل الى حل جذري ومريح لبائعات الشاي والمحليات..! من هو صاحب الصدر الواقي الذي يتلقى الدعوات عليه بظهر الغيب ..! لماذا تُحارب هؤلاء النسوة في ارزاقهن بهذه الطريقة المهينة..! وهل نعجز فعلا عن ايجاد حلول بديلة مثمرة ومفيدة..؟ فيرتحن هؤلاء النسوة من مطاردات (توم )التي لاتنتهى..!
مايحدث لا يشبه العاصمة ولا يشبه كرام الناس..! ما لذي يجبر سيدة ما مطلقة او ارملة او حتى متزوجة لمغادرة بيتها قبيل الفجر وفي جنح الظلام وتأوي الى ركن ما في الشتاء والصيف وبين النيران لكي تبيع قهوة وشايا اذا لم تكن مضطرة لذلك..! اذا كان جلوسها في بيتها معززة مكرمة يحقق لها الحد الادني من العيش الكريم لما اضطرت الى الخروج من المنزل لامتهان هذه المهنة الشاقة..! كنت بالامس شاهدا على مطاردات وهروب و كر وفر وضحك كالبكاء..َ! ست الشاي السيدة (حواء ) التي نشتري منها شاي الصباح والقهوة لها ابن خريج اعلام وابنة خريجة مختبرات واثنتين احداهن في الثانوي والاخرى في الاساس وهي التي تعول البيت بما فيهم الزوج القعيد طريح الفراش..! اعرف انه موضوع قتل بحثا ونقاشا ولكن تظل الحالة ماثلة وتوم اند جيري يجريان على ارض الواقع في فضاءات ولاية الخرطوم..!
ما كنت ادري كيف تكون الكتابة ؟!!
حتى هبطت فراشة على سطح كتابي
مشت بين السطور خلتها تكتب عني..
كتبت ايتها الفراشة لاتطيري..
كوني معي رفقة بين سطوري..
مازال في حبر الدواة بقية.