أن توصف بالمتمرد!!أفضل من إهدار وقت قد يحدث فارق تاريخي عظيم في البلا .. فاطمة لقاوة
من أهم صفات القيادة الرشيدة !التمتع بالشجاعة الآدبية والشجاعة الشخصية !التي تجعل القائد قادراً على إختيار مواقفه بوضوح وفي اللحظات المفصلية التي تأسس لتحولات تاريخية كبرى تُسجل في دفاتر الزمان ،معظم الإنتصارات الميدانية والسياسية تأتي من خطوة شجاعة قد يتخذها القائد في ظروف إستثنائية لا مجال فيها ،للعامة معرفة الأسباب الأساسية والظروف التي جعلت القائد يتخذ تلك القرارات وينفذها دون الرجوع للآخرين.
في يوم الأربعاءضجت الأسافير والقنوات الفضائية الداخلية والخارجية بمفاجئة ل١٠٠ عربة من قوات الدعم السريع تدخل مدينة مروي وتتمركز في أراضي ملك لقائد الدعم السريع.
دخول قوات الدعم السريع الى مدينة مروي يُعتبر وضع طبيعي لقوات سودانية ذات مهام متعددة وتمتاز بالخِفة وسرعة الحركة وشعارها <جاهزية -سرعة -حسم>،ولها حق الوجود في كل مدن السودان وهي تؤدي واجبها الوطني تجاه شعبها ووطنها؛ولكن ما ليس طبيعياً هو الضجيج والصياح الصادر من بعض فلول النظام السابق في الاسافير ! الذين يحاولوا أن يخلقوا من الحبة قُبة وهم يتمنوا الصدام بين الجيش والدعم السريع من أجل تحقيق شعارهم “أو تُرق كل الدماء”.
بالأمس ظهر الكيزان على حقيقتهم وإنكشف المستور منها ،وهم يحاولوا في بؤسِ ظاهر على محياهم ! إلباس أفعالهم المُشينة؛ثوب أهل مدينة مروي !ولكنهم لم يستطيعوا حبكة الدراما بصورة يمكن أن تُقنع المشاهد، لأن الشعب السوداني يعي ألآعيب الكيزان ومؤامراتهم.
الجميع في السودان بدأ يتساءل ما الذي يحدث؟!وما هو السبب الذي يمنع قوات الدعم السريع السودانية من التواجد في أي شبر من أرض السودان ؟!ولماذا الكيزان في مروي لم يعترضوا على وجود القوات المصرية في مطار مروي وقاعدته العسكرية ؟!ولماذا لم نسمع صوت إستنكار عندما تناول الاعلام بعض الحقائق في مطار مروي، وكيف أنّ القوات المصرية قد استلمت إدارة البرج في المطار؟.
في مساء الأربعاء خرج الناطق الرسمي بإسم الجيش السوداني ببيان يوضح تماما سيطرة الكيزان على كتابة البيان !ليعيش الشعب السوداني في تساؤلات آخرى تقول :هل جيشنا السوداني أصبح رهينة لجنرالات الكيزان الذين لم يتعدوا أصابع اليد! وعددهم يبدأ من الرقم واحد وينتهي في الرقم ستة،ويعرفهم الغاشي والماشي؟!وآين الوطنيين داخل الجيش من هذه المهازل والمؤامرات التي تُحاك ضد الوطن وإنسانه؟.
معروف أن العمل السياسي يحتاج الى منهجية وإستراتيجية؛ بعيداً عن التزحلق الذي ظلت تمارسه الكوادر الكيزانية منذ انقلابهم في ٣٠يونيو ١٩٨٩،وما زال جنرالتهم يمارسون ذات العشوائية في التعامل مع المواقف الوطنية.
لسنا من الذين يُتاح لهم معرفة ما يُطبخ خلف كواليس السياسة في السودان ؛ولكننا نستنبط التحليل من خلال قراءة وقائع الأحداث ،ونحاول معرفة وتفسير ما يجري في الساحة اليوم بهدف الوصول الى دوافعه الأساسية.
منذ إعلان الجنرال محمد حمدان دقلو موقفه الداعم للثورة و تلبية إرادة الشعب !وقال ذلك بوضوح أمام جنوده في طيبة الحسناب !!أصبح الكيزان يضمرون العداء لحميدتي وقواته،وبدأت خيوط المؤامرات تُحاك من أجل زرع الشكوك بينه وبين الثوار !!فكانت المؤامرة في مجزرة القيادة !!ومن ثم توالت الأحداث واتسعت الهوة بينه وبين الثوار !!وقد واجه الرجل انواع متعددة من الإساءات والتنمر وخطابات الكراهية ؛التي أخرجته عن صمته !!وتحدث في كثير من المنابر بأن الوضع لن يستقيم مالم يحدث توافق بين الجميع !فتلقف الكيزان حديث القائد واعلنوا اعتصام القصر ووجدوا دعم من كافة القطاعات التي رفضت تطاول بعض ناشطي قحت ،وأستغل البرهان الفرصة واحدث انقلاب ٢٥إكتوبر !!الذي أعاد للكيزان عشم الحلم بالعودة للسلطة ،وبدأوا الإستفاقة من الهزيان الذي أصابهم ليلة سقوط البشير وأصبحوا يتبجحون أمام الإعلام .
ظل الفريق أول محمد حمدان دقلو متمسكا بمبدأ حماية الثورة ،وإيصال الشعب السوداني الى رحاب الديمقراطية؛وعندما رأي البرهان ومن خلفه من الكيزان تمسك حميدتي بإكمال العملية السياسية ،حاولوا عبثاً التمسك بقشة دمج قوات الدعم السريع المنصوص عليه في بنود الإطاري الذي وقع عليه حميدتي والبرهان وقوى الحرية والتغيير.
بدأت التسريبات تاتي من مروي عن تحركات المصريين المشبوهة في قاعدة المطار الجوي ،وبحضور الجيش ومباركة من الجنرالات الكيزان !وصاحب ذلك حشود لكيانات قبلية في الخرطوم !واكثر البرهان من الزيارات للشمالية !حول مروي،وبدأت العنجهية ظاهرة في حديث البرهان الاخير في إفطار العطا !!!هذه المؤشرات تُبين بأن هُناك مؤامرة شريرة تُحاك ضد السودان وإنسانه !!فهل قيادة الدعم السريع كشفت تلك المؤامرة واتخذت خطوات شجاعة من اجل حسمها؟!أم أن تحرك قوات الدعم السريع كان طبيعيا !وكيزان الجيش توجسوا منها خوفا من فضح مخططهم؟!.
في كل الاحوال !هذا الموقف الشجاع أكسب قيادة الدعم السريع قاعدة إجتماعية وسياسية عريضة ووجد ثناء وأعجاب من الجميع الا الكيزان وجنرالتهم، وعلى القائد اتخاذ المواقف الشجاعة وقت الازمات !”وان توصف بالمتمرد افضل من تضييع وقت يمكن أن تنجز فيه الكثير” هكذا قال القائد 《مونتي قمري》في معركة العلمين التي قضى فيها رومل ثعلب الصحراء وهزم إسطورته،والجنرال محمد حمدان دقلو قد أعاد لنا ذات المشهد !!الذي قد يوصل الشعب السوداني الى رحاب التحول الديمقراطي والحكم المدني الذي يحلم به الجميع وينهي عشم الكيزان بالسلطة.
#الديمقراطيةتحتاج الى قوة تحميها .
ولنا عودة بإذن الله
رمضان كريم.