مصطفى ابوالعزائم يكتب في (بُعْدٌ .. و .. مسَافَة).. الجيش السوداني خط أحمر ..
شخصياً ليس لدى صاحبكم كبير ثقة في كثير من التنظيمات والأحزاب السياسية المحلية ، لأن الوطن يأتي دائماً في آخر منظومة الإهتمامات ، والذي يكون في المقدمة هو موقع الزعيم والرئيس والقائد ، ثم بعد ذلك يأتي المقرّبون الأصفياء ، لتكون العضوية مجرد أعداد ، لا مكان لها في المقدمة أبداً ، أما المواطن العادي فلا مكان له من الإعراب السّياسي .
نقول قولنا هذا ولا نخجل منه ، فقد عشنا تجارب كثيرة ، ومريرة ، وأستطيع القول بأنني ومجموعة قليلة من الزملاء كنا داخل القيادة العامة للقوات المسلحة السودانية ، صبيحة إنحيازها إلى الإنتفاضة الشعبية في أبريل من العام 1985 م ، وكنت ومجموعة قليلة جدّاً من الزملاء الصّحفيين داخل القيادة العامة للقوات المسلحة ، صبيحة إنحيازها إلى الثورة الشعبية الأخيرة ، وهذا الأمر لم يكن مصادفة ، بل كان إختياراً لا إختباراً ، لأننا نعرف إن الجيش السوداني هو حزب الوطن القوي ، الذي يجتمع حوله الجميع ، وهو الذي يحمي البلاد والعباد من بعد الله تعالى .
وحتى بعد الثورة الشعبية الأخيرة التي غيّرت خارطة الحكم ، وواجِهته ، كان للقوات المسلحة وقوات الدعم السريع الدور الأعظم في التغيير ، و هما قوة واحدة هدفها واحد وارداتها واحدة من إرادة الوطن والمواطن ، وإذا أردنا أن نحسب إنجازات الثورة ، فإننا نجد أن أعظم المكاسب حققتها القوات المسلحة بتحرير مناطق الفشقة ، مقابل صراعات وتخبّط ضرب القوى السّياسيّة الأخرى التي تسيّدت ساحات العمل العام ، ليجد المواطن أنه في حالة أزمات متتالية متعاقبة ، لا يخرج من أزمة حتى يدخل في غيرها ، وقد صعبت سبل كسب العيش ، وأصبح الأمن سلعة باهظة الثمن ، ولم يقتصر التفلت والإنفلات على مناطق النزاعات ، بل تعداها الى المناطق الآمنة ، وهز ثبات المركز ، وهز ثقة المواطن في أسماء كثيرة ، وقباب كان يعتقد أن تحت كل واحدة منها فكي ، يحل المشبوك ، ويهدّئ من روع الخائف المرتبك ، ولكن هذا لم يحدث .
الآن تتعرض قواتنا على وقوات الدعم السريع ، وقوات الشرطة وقوات الأمن إلى تنمّر وهجوم عنيف من قبل بعض مراهقي السياسة ، متناسين أدوارها في حفظ الأمن وحماية الوطن حتى من الإنقلابات العسكرية التي لا ينتجها إلا فشل الساسة في إدارة الشأن العام .
قوات الدعم السريع قامت بأدوار عظيمة في حماية المواطن المسكين في مناطق النزاعات ، بل أوقفت الكثيرين من المغامرين داخل الحركات المسلحة عند حدودهم ، وأذاقتهم مرارة الهزيمة في مواقع كثيرة ، وحمت ذات هذه القوات حدود البلاد وأسهمت في محاربة الإرهاب والتهريب وتجارة المخدرات والبشر .
الذين يهاجمون الجيش السوداني وقوات الدعم السريع ، وقوات الشرطة والقوى الأمنية الآن ، هم دعاة الفوضى التي لن تقودنا إلّا إلى الخراب .. ونقول لهم أمسكوا ألسنتكم ، وكفّوا أقلامكم عن الجيش لأنه غير أدواره العظيمة ، هو الذي يضمن لكم بقاءكم في ساحات العمل العام … ونقول لهم إن الجيش السوداني وكل القوات النظامية خط أحمر لا يمكن السماح بالتهجم عليها أو المساس بها .