صلاح حبيب يكتب في (ولنا راي).. هل انتهى شهر العسل بين العسكريين والمدنيين ؟
شن الفريق اول ركن عبد الفتاح البرهان رئيس مجلس السيادة هجوما عنيفا على السياسيين فى خطاب القاه امس عقب اليوم الثانى للمحاولة الانقلابية التى احبطتها القوات المسلحة ،واعتبر البرهان بان العسكريين هم من قام باحباط تلك المحاولة ولم يلمسوا اى اشادة من خلال البيانات التى اصدرها السياسببن والذين ظلوا مشغوليين بكراسى السلطة ولم يجلسوا لحل قضايا المواطنيين ،وقال السياسيين اقصوا العسكريين من مبادرة رئيس الوزراء الدكتور حمدوك ،البرهان كان فى قمة الغضب من السياسيين وارسل عدة رسائل اكد من خلالها انهم مسؤولين من حماية الوطن رغم انف الجميع وسيعملون على حفاظه وامنه وسلامته ، لقد حاول البرهان التنفس من خلال هذا الخطاب الذى صب من خلاله جام غضبه المكتوم على السياسيين اى شركاء الفترة الانتقالية وقال ليس هناك وصى على البلاد مؤكدا ان القوات المسلحة هى الوصى على امن وسلامة واستقرار الوطن وقال الذين طالبوا المواطنيين بالخروج للشارع هم من يتشبثون بالكراسي،لم يكن الفريق البرهان وحده الذى حمل السياسيين الازمة التى تعيشها البلاد ولكن الفريق اول محمد حمدان دقلو نائب رئيس مجلس السيادة انبرى فى تحميل السياسيين الازمة وقال انشغال السياسين بالكراسي هو سبب تلك الانقلابات، لاندرى لماذا خرج رئيس مجلس السيادة البرهان ونائبه حميدتى فى هذا الوقت بتحميل السياسيين كل تلك الاخفاقات، ان البرهان وحميدتى كان لابد ان يتحليا بضبط النفس فى هذا الوقت خاصة وان البلاد فى ازمة كبيرة كان ينبقى ان يضغط الجميع على احاسيسه ومشاعره حتى تنتهى الفترة الانتقالية بسلام ..ولكن يبدوا ان رواسب فى النفوس من قبل اعضاء مجلس السيادة طفحت ولم تتحمل البقاء اكثر من اللازم لذا خرجت للعلن ولكنها بالتاكيد لن تجعل الامور تمضى الى الافصل بل سوف تعكر الجو وتثير غبارا كثيفا بين الطرفين وهذا ليس من مصلحة الطرفين فى ظل الجو الملغوم خاصة وان الانقلاب الفاشل لم تفصح الدولة عن الجهات التى رتبت ونفذته ، فالمجلسين العسكرى والمدنى ان لم يتحليا بضبط النفس فان العيار سيفلت والكارثة ستحل على الجميع،ان الفترة الانتقالية شارفت على الانتهاء فلابد ان يتم تهيئة الميدان للانتخابات القادمة من خلال تشكيل مفوضية الانتخابات والبدء فى التعداد السكانى مع تشكيل بقية المفوضيات الاخرى،فان لم يتفق الطرفان على تهدئة الاوضاع ووضع الكرة على الارض، فالانقلاب القادم سيقضى على الجميع فى ظل انتشار السلاح الكثيف بالبلاد،لذا لابد ان يستمر شهر العسل ببن الطرفين من اجل المصلحة العامة.