فتح الرحمن النحاس يكتب في (بالواضح).. الشجار بين العسكري والمدني. حاسبوا أنفسكم أولاً..!!
*بعيداً عن الضنك الحياتي والمعيشي (المرير) الذي يرزح تحت عبئه الشعب العريض، تدور رحي معركة أو (مشاجرة) غريبة الشكل والمضمون بين المكونين العسكري والمدني قطبي سلطة الحكم الإنتقالي..ولكل منهما نصيبه في أسباب (تأجيج) الصراع والخروج به للعلن، وكان الأجدر بكل طرف أن (يحاسب) نفسه قبل أن يحاسب الآخر، فالمكون العسكري كان عليه أن يتذكر أنه (خسر) موقفه منذ أن رضخ لحل المجلس العسكري، ورضي أن (يتقاسم) مقاعده مع قحت، وفات عليه (الإقتداء) بتجربة الراحل سوار الذهب، كان علي الأقل فرض (هيبة الدولة) واستطاع أن يجنب البلد والشعب الكثير من (المصائب والمحن) وأولها مآلات ضعف حكومة حمدوك…بل الأسوأ أن المكون العسكري هو المسؤول، (بصمته المخزي) وتجاوبه المحزن مع قحت وهي (تمكن) لليسار وتشطب مرجعية الشريعة الإسلامية وتعبث بالقوانين وتوقع إتفاقيات العار…ثم صمته علي (مجازر) الخدمة العامة والإعتقالات الإنتقامية والمصادرات وغيرها من خروقات لجنة التفكيك أو التنكيل..ومن قبل سكت المكون العسكري علي الإساءآت والإستفزازات (المشينة) التي طالت الجيش والأجهزة الأمنية…إذن ماقيمة هذه (الغضبة المضرية) يابرهان وياحميدتي التي جاءت منكما (متأخرة..؟!)… لكن مع ذلك نقول أن تأتي متأخراً خير من ألا تأتي..!!
*قحت ونشطاؤها عليهم أن يحاسبوا أنفسهم قبل أن (يتنمروا) علي المكون العسكري الذي وفر لهم (الحماية والرعاية والمؤازرة) في شراكة معلنة وواضحة… أم ياتري يمكننا القول أن قحت حالها اليوم وكل يوم مع المكون العسكري، كحال (الإبن المدلل) مع والده، لايقبل منه غير (الإستجابة) لكل مطالبه و(توفيرها) فإن (عجز) الأب أو استخدم (تقديراته الخاصة) غضب الإبن وصرخ وهاج وماج…فالمكون العسكري فعل كل مافي وسعه لتهيئة (البيئة الصالحة) التي يمكن أن تعمل فيها قحت (وسردب) للإساءآت والتخوين و(التشكيك) في نواياه والوصف المكرر (بلجنة البشير الأمنية)…فلم تجد قحت شيئاً تتبادله معه غير هذه (الأدبيات المعطوبة) ولاإنجاز لحكومتها ولا(إبداع) من عناصرها غير (المبيت والمقيل) مع مفردات الكيزان والفلول والعهد البائد، التي جعلت منها بدائل تطعم وتسقي وتعالج بها شعبنا المغلوب علي أمره…فألا يحق للمكون العسكري أن يخرج (الهواء الساخن) ويطرح حلولاً أخري علها تخرج البلد والشعب من هذا الوحل المرهق..؟!!*
*إذن لامخرج من هذه (الدائرة الجهنمية) غير أن يلتفت كل طرف لنفسه ويتحمل مسؤوليته (الدينية والأخلاقية والوطنية)، فالمكون العسكري عليه أن يمضي قدماً في (مشروع إصلاح) هذا الواقع الوطني (البائس) بالجدية والقوة الذاتية وليس فقط (بأداة الغضب) وألا تأخذه في الحق لومة لائم ولا (صراخ) النشطاء فمسؤوليته أمام الله (أكبر) يوم تتطاير صحائف الأعمال…وأما قحت فعليها أن تتخلص من (جلدها القديم) الذي (أهترأ) أمام الشعب بعوامل فشلها وحكومتها وبإنصرافها عن هموم البلد و(صلب) نفسها علب حائط مبكي النظام السابق.. فهذا لن (يحلها) ولن يوفر لها (العذر)…ولتنظر إلي مايحدث من تغيرات حاسمة في الشارع العام وقد (تبتلعها) وتصبح أثراً بعد عين… فاعتبروا ياأولي الألباب..!!
*سنكتب ونكتب…!!!*