محمد عبدالقادر يكتب: الانتخابات…. و( نظرية الحمار)!!
ليس هنالك بارقة امل تجعلنا بانتظار ان تمطر سماء الشراكة بين المكونين العسكري والمدني ذهبا، وتقنعنا بان القادم من عمر الفترة الانتقالية سيكون (سمنا علي عسل) ، وان الاطراف المتناحرة الان ستتحلي بالمسؤولية وتعود الي جادة الطريق لانقاذ البلاد من حالة الانهيار الوشيك.
تقول (نظرية الحمار) ان احدهم وقف امام لجنة للمسابقات الشعرية ، وازاء ادائه الضعيف وشعره الركيك لم يجد رئيسها بدا من ايقاف الشاعر المدعي بعد قراءته بيتا واحدا فقط من القصيدة ، وحينما هاج وماج امام اللجنة مطالبا بارجاء التقييم حتي النهاية، فاجأه الرئيس بلهجة حاسمة: ( يا استاذ اذا كنت تجلس قبالة شباك واطل منه راس حمار ، هل ستنتظر حتي ترى كل جسده لتتاكد من ان الوجه لحمار).
توسلت ب(نظرية الحمار) -اعزكم الله- لتوضيح فكرة ترفض انتظار صلاح البلد في ظل التشاكس العنيف داخل المكون المدني -من جهة – وبين حكومة دكتور عبدالله حمدوك والعسكر – من جهة اخري- ، الرهان علي ما تبقي من عمر الفترة الانتقالية وانتظاره لحل المشكلات القائمة والمعقدة لا يعدو ان يكون مضيعة للوقت واطالة لامد الاحباط والاحتقان، وتمكينا لسرطان التشظي من الانتشار في ما تبقي من جسد السودان الرابض الان في العناية المركزة اثر علل لازمته طويلا …
عبر هذه النظرية ارى ان القادم سيكون امتدادا ل( وجه الحمار)،وانه لامجال لحل الازمة الراهنة الا بقيام الانتخابات التي لن تكون ( مبكرة) بعد ان مضي نصف الزمن وبدانا في العد التنازلي لنهاية الفترة الانتقالية، و بعض الاطراف (خفيفة الوزن) تتمني ان يستمر الوضع الانتقالي علي ماهو عليه حتي يرث الله الارض ومن عليها.
حتي يوم امس فشل المكونان في ايجاد صيغة تحفظ البلد من شبح الانهيار الوشيك مع تصاعد ازمة الشرق وما خلفته من ندرة في سلع استراتيجية وغلاء طاحن اشعل الاسواق واعاد الصفوف امام المخابز وطلمبات الوقود وفاقم ازمات الدواء والكهرباء ، واثر علي العملية التعليمية، الخرطوم خفضت جدول الحصص بسبب انعدام الرغيف اما الولايات فلم يستقر بها العام حتي اليوم، بعضها اغلق المدارس وسرح التلاميذ حتي ينصلح الحال.
الشرق يتصدر الازمات الان ولكن ليس وحده ، توشك الخريطة ان تتاكل من اطرافها والحراك الاحتجاجي يفاقم حالة الاحتقان السياسي ويقطع الطرق الحيوية بين الخرطوم والولايات في الشرق والشمال والغرب مع تصاعد الانفلات الامني وغياب خارطة الطريق نحو الحلول الممكنة.
للاسف الشديد سيرة الانتخابات تسبب الصداع والحساسية لاحزابنا السياسية خاصة المتحكمة الان في الفترة الانتقالية، ومن عجب ان العسكر يستعجلون قيام الانتخابات ويتحدثون عنها اكثر من القوى المدنية في كابينة الشراكة السياسية..
الفريق اول عبدالفتاح البرهان رئيس المجلس السيادي تعهد بحماية الانتقال حتي قيام الانتخابات، نائبه الفريق اول محمد حمدان دقلو تحدث في اخر مخاطبة له عن مابعد الفترة الانتقالية، وعن وديعة ال500 مليون دولار التي لم تصرف بانتظار الحكومة المنتخبة، لا اذكر الان ان حزبا سياسيا او قياديا مدنيا حدثنا عن استعداده لمرحلة ما بعد فترة الانتقال… لا احد.
بربكم ماذا نرجو من شراكة قادت البلاد الي اوضاعها الراهنة، وماذا ننتظر من قيادات تمارس الفشل اليومي في ادارة البلاد وتضعها علي حافة الانهيار..
لن يقنعنا احد بان القادم سيكون احلي ، فلقد اطل وجه الحمار بكل قبحه من خلال نافذة الفترة الانتقالية وممارسات اطراف الشراكة خلال العامين الماضيين ، لم نعد الان بحاجة لرؤية بقية الجسد حتي نتاكد ان القادم سيكون (نفس الحمار) الذي اطل بوجهه خلال العامين الماضيين من عمر الفترة الانتقالية..
ايها الناس قوموا الي انتخاباتكم يرحمكم الله….