هيثم محمود يكتب: *مشاهد من شرفة إعتصام القصر*
*قادني الفضول الصحفي لمتابعة مسيرات ومواكب اليوم منذ الساعة التاسعة صباحا وحتى الثامنة مساء، طفت خلالها على كل الشوارع المؤدية للقصر وقاعة الصداقة بدءا من شارع النيل وحتى شارع الجيش والتي شهدت امواجا بشرية هادرة لم تشهدها الخرطوم من قبل!!.*
*مايميز مواكب اليوم كثافتها وتنوعها وسلميتها والتزامها بالسلمية في كل تحركاتها فلم نشهد أي احتكاكات أو إغلاق للشوارع وظلت الحركة تنساب بيسر في كل الشوارع التي يتواجد بها الثوار.*
*الجموع التي رأيتها اليوم بإمكانها اقتحام القصر ومجلس الوزراء ولكن الوعي يغلب على الثوار وتشعر بأن كل مشارك لديه قضية حاضرة.. لذا لم تلجأ مواكب اليوم للعنف أو شتيمة العسكر والشرطة كما تفعل مسيرات الصبية!!.*
*جميع مكونات الشعب السوداني السياسية والاجتماعية والدينية والإثنية كانت حاضرة في مسيرات اليوم.. سودانيون ضد التطبيع مع دولة الكيان الإسرائيلي حضروا بلافتاتهم واحرقوا العلم الإسرائيلي وقد وثقت قناة الجزيرة لذلك.*
*الطرق الصوفية ورجال الدين وشيوخ الخلاوى حضروا بطبولهم ونوباتهم وزيهم المميز عطروا المكان بالمدائح وانتظمت حلقات الذكر في كل أرجاء شوارع القصر والجمهورية والجامعة.*
*النظام الأهلي حاضرا بقبائله وفرقه التراثية وقد تمايل الحضور وتجاوبوا مع كل الرقصات الشعبية فكل فرق التراث كانت حاضرة مما يؤكد مشاركة كل القبائل والاثنيات.*
*الأحزاب السياسية باعلامها وراياتها شاركت بفاعلية وتولى قادتها الحديث بالمنصات المتعددة التي ميزت مسيرات ومواكب اليوم.*
*حركات الكفاح المسلح أثبتت فاعليتها وقدرتها على تحريك الشارع وأكدت أنها تمتلك قاعدة جماهيرية عريضة ظهرت في الحشود التي ضاقت بها شوارع الخرطوم .*
*حضور اليوم ميزته حشمة النساء وانضباط الشباب، فلم نرى كنداكة عارية ولا شفاتى (مسستم) تبرز مؤخرته فوق بنطاله الناصل ولا ثائر مسطول يتغنى ب(كنداكة نحنكها ليك كان ابت نحنسها ليك)!!.*
*غلب على حضور اليوم (الغبش) وأهل الهامش وظهر ذلك جليا في حديثهم ونقاشاتهم التي كان فيها معاش الناس حاضرا والشكوى من ضنك العيش وسوء الحال.*
*تحولت المواكب لاعتصام أعد له بقوة خاصة عندما حضرت شاحنات تحمل خياما تم تركيبها بسرعة وتولت كل مجموعة سياسية أو مطلبية خيمة مما يؤكد وجود برنامج معد لأيام وليالي الإعتصام.*
*مطالب الثوار كانت واضحة إذ طالبوا بحل الحكومة وتوسيع قاعدة المشاركة وحل ومحاسبة لجنة التمكين وتكوين آليات السلطة الإنتقالية وإبعاد مجموعة أربعة طويلة والدعوة لانتخابات عاجلة وتوجهوا مطالبهم لرئيس المجلس السيادي.*
*الإسلاميون ينظرون للمشهد بعين المراقب في انتظار ماستسفر عنه المعركة بين قحت (أ) وقحت (ب) فالكيزان في انتظار المتأهل من هذه المباراة التي ربما سيتحول فيها انحياز حمدوك أو سيكون خارج حلبة المنافسة تماما.*