الترويكا في كاودا .. تضخيم جديد للحلو
زار رئيس بعثة يونيتامس فولكر بيرتس برفقة مبعوثي النرويج والمملكة المتحدة والولايات المتحدة الأميركية (الترويكا) الخاصين إلى السودان وجنوب السودان، مدينة كاودا معقل الحركة الشعبية شمال بقيادة عبد العزيز الحلو بجنوب كردفان. وحظيت المهمّة الرسميّة بإهتمام محلي ودولي وإقليمي بفعل التوقيت الذي جاءت فيه واللقاءات التي تمت على الأرض مع أعضاء الإدارة الأهلية والمجتمع المدني والإتحاد النسائي والزعماء الدينيين المسيحيين والمسلمين للتعرف أكثر على طبيعة الإشكالات التي تعاني منها المنطقة.
نتائج الزيارة:
وقال مبعوث النرويج للسودان أندري ستيانسن، بأن زيارتهم لكاودا كانت زيارة ضرورية ومهمة وبناءة، مؤكداً أن النقاشات التي أجروها مع قيادات الحركة الشعبية لتحرير السودان – شمال والمواطنين هناك ستساعد في الدفع بعملية السلام للأمام. من جانبه أكد المبعوث الأمريكي السفير دونالد بوث أن رحلة البعثة إلى مناطق الحركة كانت بغرض حشد الدعم للقائد عبد العزيز الحلو للعودة إلى طاولة المفاوضات بمنبر جوبا، والتوصل إلى إتفاق سلام بناءً على إعلان المبادئ الموقع بين الحركة ووفد الحكومة. وفي ذات السياق شدد رئيس بعثة يونيتامس فولكر بيرتس على أنّ الوقت قد حان الآن لتحقيق السلام لجميع السودانيين. ونوه في خطابه أمام مجلس التحرير التابع للحركة الشعبية لتحرير السودان – شمال، أنّ الوقت قد حان الآن لتثمر الجهود المشتركة عن تحقيق السلام.
هل من مزيد؟:
ويقول خبراء ومحللون سياسيون أنه برغم التصريحات الإيجابية التي حاول مبعوثو الترويكا ورئيس يونيتامس بثها في نفوس الشعب السوداني إلا أننا نجد فعلياً أن الحلو يكسب كل الجولات التي خاضها مع الحكومة التي بدت وكأنها خاضعة وتنفذ ما يطلبه حرفياً. وأشار الخبراء إلى قبول الحكومة بعلمانية الدولة ومنح الحكم الذاتي للمنطقتين. وتبقت فقط من المطالب تحويل عطلة الجمعة إلى يوم الأربعاء وحتى إن وافقوا عليها فسيطلب الحلو المزيد وهو ما يثير المخاوف الحقيقية بأن توقيع اتفاق سلام لا يزال بعيد المنال.
تضخيم واستسلام حكومي:
وأضاف الخبراء بأن المجتمع الدولي يضخم الحلو أكثر من اللازم ويصوره كأنه فريد عصره لذلك يتلكأ في الجلوس ويفرض شروطاً قاسية لإفشال جولات التفاوض تنفيذاً لأجندة شخصية وأخرى غربية تهدف إلى نهب ثروات المنطقة والسيطرة عليها كمنطقة استراتيجية تشكل كرت ضغط على الحكومة لمزيد من الإخضاع والهيمنة والسيطرة. ويتساءل الخبراء: لماذا تستمر الحكومة في الإنصياع لمثل هذه الضغوط؟، ألا يستطيع المسؤولون إتخاذ قرارات مستقلة حتى في مثل هذه الأمور وهل يحتاجون إلى تعليمات مباشرة من الغرب؟ وهل يرضى المواطن السوداني ويسكت على هذه الضغوط كما سكت على الأداء الحكومي الضعيف في إدارة الأزمة الإقتصادية التي أثرت على الحياة العامة وأوصلت البلاد إلى نفق مظلم؟.
مسلسل بلا نهاية:
وفي هذا الإتجاه يقول الكاتب الصحفي والمحلل السياسي خالد حسن أن الإهتمام الدولي الذي يحظى به الحلو وحركته أثر على طبيعة التفاوض وأوحى له بأنه يتمتع بقوة إضافية منحته أراضي ومساحات شاسعة يتحرك فيها بحرية خلال الجولات السابقة. وتوقع خالد المزيد من التعثر في مقبل الجولات لأن الذين يحركون الحلو وينفذ أوامرهم لم يأذنوا له بعد بالتوقيع. وأشار خالد إلى حركات الكفاح المسلح الموقعة على اتفاقية سلام جوبا التي كان للنائب الأول لرئيس مجلس السيادة الفريق أول محمد حمدان دقلو أدوار بارزة بقيادته لوفد الحكومة المفاوض وفهمه لطبيعة القضايا المطروحة على طاولة المفاوضات. وأضاف خالد: (الآن شركاء السلام الذين وقعوا على اتفاق جوبا انخرطوا في الحكومة وقادوا حملات ايجابية للتبشير بالسلام بينما لا يزال الحلو يراوغ ويفاوض ويتعنت ولا أحد يدري متى تكون نهاية هذا المسلسل الذي تطاولت حلقاته حد الملل).