هل التوافق بين حمدوك والبرهان، خطوة تجاه التراضي الوطني ؟
يبدو ان الاتفاق السياسي بين حمدوك والبرهان يوم أمس بمثابة خطوة فقعت عين الشيطان وفكت طلاسم الاحتقان السياسي بين المكون العسكري والمدني من جهة وبين وقوى إعلان الحرية والتغيير (أ) التي اختطفت الثورة وقوى الحرية والتغيير( ب) ،المعروفة بالميثاق الوطني من جهة أخرى وإعادة المياه الى مسارها الطبيعي وحقنا للدماء الشباب ودعما لثورة ديسمبر المجيدة.
يرى خبراء إقليميون ان الاتفاق السياسي بين حمدوك والبرهان إذابه جبل الجليد المحتقن في نفوس شركاء الفترة الانتقالية بعد قرارات القائد العام البرهان من طرف واحد لتصحيح المسار، حيث شكل بارقة أمل لتهدئة النفوس للخروج من الأزمة السياسية خلال الاسبوعين الماضيين، واكد الاتفاق بان الوثيقة الدستورية هي بمثابة المرجعية الاساسية لاستكمال الفترة الانتقالية بما يحقق مشاركة سياسية شاملة لكافة مكونات المجتمع المدني عدا حزب المؤتمر الوطني.
ويؤكد الخبير في الدراسات الإستراتيجية دكتور محمد على تورشين ان الشعب هو من فوض سلطته لمن يخدمه ويحقق مطالب ثورة ديسمبر المجيدة، لكن بمجرد سقوط النظام السابق تفرعنت بعض عناصر من قوي إعلان الحرية والتغيير (قحت) ضد الثوار ولجان المقاومة وصارت تهدد خطرا على مستقبل البلاد، وتلوح بقميص عثمان بن المجتمع الدولى معها وتسطيع ابتزار كل من يقف في وجهها بالكوزنه أو الفلول .
ويؤكد الخبراء ان الشراكة بين المكونيين المدني والعسكري هي الضامن للإستقرار وأمن السودان وخطوة لتهيئة الأجواء لأجراء الحوار السوداني – السوداني من أجل الوصول إلى التوافق والتراضي الوطني، لان الشعب السوداني يدعم التحول الديمقراطي السلسل للوصول الى صناديق الأقتراع عبر انتخابات حرة ونزيهة، بدون أملاءات من أي طرف، ولايقبل ان يحكم إلا بحكومة مدنية، ومن يظن غير ذلك فهو واهم.
وعلى صعيد متصل يؤكد الخبير في حقوق الانسان المحامي عبدالرحمن قاسم ان الشعب قال كلمته النهائية في يوم 17 نوفمبر الحالي بدون ارتهان نفسه لأي مجموعة قحت ،وان الحل يكمن في ان يجلس الجميع في مائدة مستديرة لحوار واسع وشفاف بين كافة القوى السياسية والمجتمعية وقوى الثورة الحية يؤسس لقيام المؤتمر الدستوري، يمكن عبره الحاق غير الموقعين على اتفاق السلام واستكمال جميع مؤسسات الحكم الإنتقالي، بما فيها المحكمة الدستورية ومفوضية الدستور ومفوضية الانتخابات ومفوضية مكافحة الفساد.
فهل يمكن القول ان الاتفاق السياسي بين حمدوك والبرهان بمثابة الجسر الرابط لتهيئة البناء الوطني بين جميع السودانيين ؟ وهل يتنازل الجميع عن المصالح الشخيصية والحزبية مقابل مصلحة الوطن؟ وهل كل القوى السياسية الحية على استعداد ان ترفع شعار الحصة وطن، فلا احد وصيي أو مفوض من الشعب ؟