جامعة العلوم الطبية والتكنولوجيا تنعي الفنان عبد الكريم الكابلي
نعت جامعة العلوم الطبية والتكنولوجيا، بقلوب مؤمنة بقضاء الله وقدره، إلى الشعب السوداني كافة، وفاة الفنان عبد الكريم عبد العزيز الكابلي، الذي تُوفي اليوم (الجمعة 3 ديسمبر (كانون الأول) 2021، في الولايات المتحدة الأميركية، حيثُ كان يتلقى في أحد مستشفياتها العلاج، وكان في قسم العناية المركزة منذ أغسطس (آب) الماضي. وقد نعاه نجله سعد في صفحته على الفيسبوك، حيثُ نقل إلى السودانين داخل السودان وخارجه، نبأ وفاة والده في الولايات المتحدة الأميركية.
وجامعة العلوم الطبية والتكنولوجيا، إذ تنعيه، تنعى فيه، المبدع المتعدد الابداع، الشاعر والملحن والمطرب والباحث في التراث الشعبي السوداني، إضافةً إلى كونه مثقفاً موسوعياً، ومحدثاً لبقاً. وكانت له صِلاتٍ طيباتٍ بالجامعة، فكان كثيراً ما يُثري فعالياتها، حديثاً وفكراً، ويُغني بأعذب الأمان في مناسباتها وأمسياتها.
وُلد الفنان عبد الكريم الكابلي بورتسودان عام 1932. نشأ في مدن بورتسودان وسواكن وطوكر والقلابات والقصارف وكسلا. وتلقى تعليمه الأولي بخلوة الشيخ الشريف الهادي، والمرحلة الأولية والوسطى في بورتسودان، والمرحلة الثانوية بمدينة أم درمان في كلية التجارة الصغرى (سنتان). وبعد أن تخرج فيها، التحق بالعمل في القضائية السودانية، مفتشاً إدارياً بإدارة المحاكم في خمسينات القرن الماضي، ووصل إلى درجة كبير مفتشي إدارة المحاكم في عام 1977، وبعد ذلك هاجر إلى المملكة العربية السعودية، ليعمل مترجماً لإحدى المؤسسات السعودية، لم يستمر طويلاً، فعاد إلى السودان في عام 1977.
ولج الكابلي علم الغناء في سنٍ مبكرٍ (18 عاماً)، في ستينات القرن الماضي. وغنى باللغة العربية الفصحى والعامية السودانية.
وهو فنان المثقفين وشاعر يراعي المقفى من الأبيات، وموسيقي عريق عزفاً وتلحيناً. اكتشف مواهبه في فترة الدراسة، فأدرك أنه محب للشعر بفضل ما تضمنته مادة اللغة العربية في المنهج التعليمي القديم. آنذاك سلبت المعلقات وجدانه. وفي المرحلة المتوسطة اكتشف أن أذنه موسيقية فدخلت الأنغام على الخط من خلال آلة الصفارة، وهي مزمار صغير. بعد ذلك استقطبه العود فتلمذ نفسه بنفسه ليتعلم العزف متأثراً بمن سبقه من الكبار، لا سيما الراحل فريد الأطرش.
اتصل عناء الكابلي بالجماهير، عندما غنى للشاعر تاج السر الحسن “أنشودة لآسيا وأفريقيا”، إبان زيارة الرئيس المصري جمال عبد الناصر إلى السودان في عام 1960.
قدم الفنان الراحل الكابلي دراساتٍ عديدةٍ في التراث الشعبي السوداني. كما قدم أغنيات تراثية رائعة.
والجامعة تسأل الله تعالى، أن يتقبله قبولاً طيباً حسناً، ويُنزل عليه شآبيب رحماته الواسعات. ويُلهم آله وذويه وأهليه وعارفي فضله وعلمه، ومحبي فنه، الصبر الجميل.
قال تعالى: “وَمَا كَانَ لِنَفْسٍ أَنْ تَمُوتَ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ كِتَابًا مُؤَجَّلًا وَمَنْ يُرِدْ ثَوَابَ الدُّنْيَا نُؤْتِهِ مِنْهَا وَمَنْ يُرِدْ ثَوَابَ الْآخِرَةِ نُؤْتِهِ مِنْهَا وَسَنَجْزِي الشَّاكِرِينَ”.