الثقافة الرقمية للطلاب المهندس اسماعيل بابكر
تنبيه للآباء على عدم الافتراض أن أبناءهم هم على دراية بالرقمية فقط لأنهم يعلمون استخدام بعض الوسائط التكنولوجية هو.
قد يفهمون ما هية التكنولوجيا، ولكنهم ليسوا على دراية بتوابعها مثل إدراج محتوى على شبكة الإنترنت. يمكننا إيجاد أوساط آمنة للأطفال على شبكة الإنترنت، إلا أنه يتوجب على الأهل والمعلمين تعليمهم مهارات استخدام تلك الوسائط بشكل آمن
يستلزم تدريسها للأطفال في المدارس
التركيز على تعليم الأطفال طرح الأسئلة الخمسة التالية:
1. من الذي أوجد هذه الرسالة؟
2. ما هي الطرق المبتكرة التي تم استخدامها لجذب الانتباه؟
3. كيف يمكن للأشخاص المختلفين فهم هذه الرسالة بطرق مختلفة؟
4. ما هي المزايا وأنماط الحياة ووجهات النظر الموجودة، أو التي تم حذفها من هذه الرسالة؟
5. لماذا تم إرسال مثل هذه الرسالة؟
الثقافة الرقمية والمنظومة التعليمية
عندما نتحدث عن الثقافة الرقمية التعليم، يجب أن نهمل الأساس الأول الذي شكل ثقافة تلاميذنا وطلابنا ومجتمعنا عموما قبل ظهور العالم الرقمي وظهور ثقافته، ونقصد به الثقافة المكتوبة أو المطبوعة، فالكتاب بأنواعه المختلفة وبتخصصاته المتعددة قدم رقيا فكريا وحضاريا.
لكن الملاحظ اليوم أن نسبة الثقافة المكتوبة قد تضاءلت بشكل لافت للانتباه فثقافة المطالعة كقيمة معرفية وإنسانية تشهد تراجعا مؤلما في نسبة القراءة بين الكبار والصغار بشكل خاص، كما تعاني المجتمعات عامة من قلة الوعي والتثقيف لأهمية القراءة والمطالعة، وقد أقر بهذا باحثون ومختصون في كل أرجاء العالم، حيث أشار الكثير من الباحثين وعلماء الاجتماع إلى أن علاقة الطفل بالكتاب أصبحت علاقة مخيبة للآمال ومحبطة، لا بل تكاد تكون ثقافة معدومة”. والسبب في ذلك دون أدنى شك هو سيطرة الثقافة الرقمية بكل ما تحويه من إيجابيات وسلبيات على فكر وسلوك الأطفال والشباب، فأصبحت تشكل إدمانا رهيبا لم يعد بإمكان هذا المتلقي التخلص منه، و”المدمن عبر الإنترنت لن يستطيع التوقف عنه، وذلك لأنّه علق في مصيدة الإدمان ورغم أن تأثير ذلك قد يكون فظيعاً على حياة المدمن، فإنّه لا يستطيع التوقف عن ممارسته الإدمانية”.
ولكن مهما كانت السلبيات، فنحن أمام ظاهرة صحية هي الثقافة الرقمية، التي أصبحت ضرورة في عصر يطلق عليه العصر الرقمي قاد المجتمعات إلى تطورات كبيرة في مجالات مختلفة. وفيما يلي إيجابيات هذه الثقافة الرقمية عند التلميذ والطالب باعتبارهما صورة للمنظومة التعليمية والتربوية.
• التحام الطالب بالثقافة الرقمية التحاما وثيقا، لأن هذه الثقافة في تطور سريع وتقدم يوميا مكتسبات جديدة.
• توسيع خبرات المتعلِّم وتذليل له طريق لبناء المفاهيم، فيتجاوز بذلك الحدود الجغرافية المكانية والزمنية
• تنويع المتعلِّم في معلوماته فعالم الثقافة الرقمية مفتوح أمامه على مصراعيه و الإنترنت يسهل الحصول على المعلومات حول جميع المواضيع.
• يستفيد الأطفال والراشدون إلى درجة كبيرة من الإنترنت، وذلك على مستوى التعليم والتعلُّم، بالإضافة إلى كونه وسيلة ترفيهية رائعة.
ومن خلال نسبة المتعلمين الذين احتكوا بهذا العالم الافتراضي احتكاكا إيجابيا، اتضح تنوع معارفهم، فهم غير مرتبطين بحقل معرفي واحد، وهذا التنوع قد سمح بخلق جو من الحيوية والنشاط في قاعة الدرس، لكن اتضح أن العملية التعليمية لا تقوم على المتعلِّم فقط، بل تتأسس مع المعلِّم أيضا، الذي يعيش هو الآخر عصر العولمة، فإذا أسّس معارفه الأولى من الثقافة المكتوبة، فعليه أن يطوّر معارفه هذه ويُنوعها من خلال تواصله مع جديد الثقافة الرقمية..
لكن السؤال الذي يفرض نفسه: هل يمكن أن يُلغى التعليم النظامي ويُعوض بالتعليم الإلكتروني، فالكثير من الدراسات التربوية اليوم تُشيد بالنوع الثاني للإيجابيات المرتبطة به، و”من إيجابيات هذا النوع من التعليم حصول المتعلِّم على تغذية فورية والاستغناء عن الذهاب لمقر الدراسة لكنّنا مع الأسف مازلنا بعيدين جدّاً عن تمثيل هذه الحضارة، والسبب هو استمرارية تقديم الدروس بالطُّرُق التقليدية.
الثقافة الرقمية وكورونا
كان ظهور وباء كورونا الحدث الأكثر هيمنة على العالم خلال السنتين الأخيرتين، والأكثر تأثيرا على عادات البشر في كل الأمكنة الأزمنة، وأكدت الفعاليات الثقافية في العالم، من خلال الجلسات الافتراضية وغيرها من البدائل، أهمية كبيرة في مواجهة أزمة كورونا، التي تركت آثارها السلبية الواسعة على مختلف مجالات الحياة في العالم، وقد أثبتت المواقع الإلكترونية فوائدها كوسائط اجتماعية بديلة عن اللقاءات المباشرة في الحوار وتبادل الآراء. ولا أحد يشكك اليوم في تأثير الثقافة الرقمية على الأطفال والتعليم الذي تتعرض له المجتمعات في العالم أثناء تفشي وباء كورونا الذي غير كل الموازين.
وتجاوزت منصات الحوار والتبادل الثقافي في العالم