بابكر يحي يكتب في (صفوة القول) .. الكابلي والشريف زين العابدين الهندي ورعاية الإنقاذ للفنون..!!
*يظل الأوبريت الذي قدمه الراحل الفنان عبدالكريم الكابلي من أكبر الأعمال الفنية التي قدمت في السودان ؛ كان فيه عمل موسيقي متقدم استفادت منه عددا من الدول؛ الجديد في الاوبريت مشاركت (سيمفونية) موسيقية تتكون من أكثر من خمسين عازف تقريبا ، كما تنوعت فيه الألحان والسلالم الموسيقية ، فيه خيال خصب ومكون معرفي عميق من الشاعر الشريف زين العابدين الهندي (رحمه الله ) ، قدمت فيه نوته موسيقية منسجمة رغم التنوع ، وهو أكبر عمل ثقافي يقدم طيلة فترة الثلاثين عاما – وهو العمل الوحيد الذي حضرته هيئة القيادة مجتمعة في وقت واحد ، وكان حضورها يرسل رسالة تصالحية للإنقاذ مع الفنون ومشجعة في نفس الوقت..!!*
*كان الموسيقار العازف الشهير (محمدية) مشرفا موسيقيا على العمل ، واستطاع أن يقدم عملا متطورا ومنسجما رغم التنوع الكبير الذي فيه ؛ ورغم صعوبة الألحان وانحداراتها وارتفاعها أحياناً ، فقد كان العمل بمثابة امتحان عسير للأستاذين الكابلي ومحمدية عليهما الرحمة لكنهما نجحا فيه بامتياز ..!!*
*أشرف على العمل ورعاه الشيخ علي عثمان محمد طه وقتها كان يشغل وظيفة النائب الأول لرئيس الجمهورية ؛ وفي هذا تأكيد على اهتمام الدولة بالفنون ؛ كان بإمكان علي عثمان أن يكلف وزير الثقافة بالمهمة – لكن الرسالة كانت تعبر عن اهتمام الدولة وتولي قمتها مهمة الإشراف على مثل هكذا أعمال.. ولا شك أن الأمر مربوط بجانب تأصيلي – وتجدر الإشارة هنا إلى الكتاب الذي ألفه المفكر الإسلامي المجدد الشيخ حسن الترابي (عليه رحمة الله ) وأسماه (حوار الدين والفن) تناول فيه علاقة الفنون بالدين رؤية تأصيلية ، وفي كل ذلك تأكيد على اهتمام الإنقاذ بالفنون..!!*
صفوة القول
*رحم الله عمالقة بلادنا الذين رحلوا وتركوا لنا أثرا عميقاً من الحب والثقافة والعلوم والجمال والسحر والإبداع ؛ رحم الله الراحل الشريف زين العابدين الهندي؛ رحم الله الاستاذ عبد الكريم الكابلي، انا لله وانا اليه راجعون.*