أحمد ربيع قصة إستقالة وتراجع
برز نجم الأستاذ أحمد ربيع بعد أن إختارته قوى الحرية والتغيير وتجمع المهنيين السودانيين للتوقيع على الوثيقة الدستورية تكريما لقبيلة المعلمين في بلادي
جلس الرجل إلى جوار الفريق أول محمد حمدان دقلو نائب رئيس المجلس العسكري حينها ووقعا سويا على الوثيقة التي حكمت البلاد خلال الثلاثة أعوام التي تلت سقوط نظام البشير
حينها وبعدها لم يسمع أحد صوت الأستاذ أحمد ربيع ولم ينبس ببنت شفة فالرجل مخبوء تحت لسانه ولكنه إتخذ من مستشفى المعلم ركنا قصيا وركن نفسه بين جدران صرح مشيد كان ثمرة جهد السلف المباد من النقابيين أمثال الأستاذ عوض صالح النور والأستاذ فتح الرحمن فضل المولى والأستاذ عباس حبيب الله والاستاذ طارق الذين وقفوا على تشييد هذا المستشفى وجعله الوجهة الطبية والعلاجية الاولي بالسودان فما كان من الأستاذ أحمد ربيع إلا أن حمل الجمل بما حمل
وظل الأستاذ المعلم وهو معلم بحق وحقيقة يمسك بالعصا من منتصفها تجده في الخانة الصفرية عند الجمع وحالة الواحد عند الضرب والقسمة ومما يميز استاذ الرياضيات الشاطر أنه يجيد وزن المعادلات وضبط الحسابات بما يجعله رابحا ومع الرابح دائما
سقطت حكومة حمدوك الأولى وتلتها الثانية وإنقسمت قوى الحرية والتغيير وتشظت ولا أحد يدري أين موقع الأستاذ أحمد ربيع من الإعراب من كل ذلك إلا أنه ظل متشبثا بكرسيه كمدير عام لمدينة المعلم الطبية ولا يعنيه ما يدور هنا وهناك
حتى خرج من صمته أخيرا وإختار يوم الثلاثين من يونيو الماضي موعدا لإستقالة كتبها بخط يده وأودعها بنفسه أمام لجنة تسيير نقابة عمال التعليم العام بالسودان ولكن يبدو أن الحسابات هذه المره لم تلفق كما يقول أهل التجارة وخيب الواقع كل توقعاته لذلك التوقيت الذي إختاره هو بعناية ..وأسقط في يده ووجد أن عليه الإكتفاء من الغنيمة بالإياب فتراجع عن الإستقالة بعد أن تم قبولها بل وتم تعيين البديل …
تراجع الاستاذ احمد ربيع عن إستقالته ورفضه إجراءات التسليم والتسلم تحمل إشارات قوية بان الخشية لها أسباب قد تكشفها الايام القادمة ولكن الواقع يقول لولا اختيار قوى الحرية والتغيير للأستاذ أحمد ربيع للتوقيع على الوثيقة الدستورية تكريما للمعلمين لما سمع أحد باسمه ولما وجد نفسه بين عشية وضحاها مديرا عاما لمدينة المعلم الطبية.
” قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَن تَشَاءُ وَتَنزِعُ الْمُلْكَ مِمَّن تَشَاءُ وَتُعِزُّ مَن تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَن تَشَاءُ ۖ بِيَدِكَ الْخَيْرُ ۖ إِنَّكَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ” صدق الله العظيم