كمال علي. يكتب: (بلا ضفاف).. سلام على (شيخ التاج) في الخالدين
عاش الراحل المقيم المتسرب في الوجدان والذاكرة الحية (الشيخ التاج الشيخ) بين أهله في (الدويم) دهرا من الزمان وأصبح وهو القادم بخبراته وخيراته من (كسلا الوريفة الشاربه من الطيبه ديمه) فأصبح واحدا منهم اخا كريما ورجل إدارة ومجتمع من الطراز الرفيع.
كان من الجيل الذي قام على اكتافه الإصلاح الزراعي في بحر ابيض ومن البناة الأول لمؤسسة النيل الأبيض الزراعية واحد اهم اركانها ومؤسسي بنيتها التحتيه التي صمدت زمانا طويلا بسبب التهيئة الراكزة على أسس متينه جعلها تصمد في وجه عاديات الزمان وتطرح خيرها زرعا وخضرة وقطنا وذرة وقمحا ووعدا وتمني.
كان الراحل من ركائز المؤسسة وهو يؤسس ويبني إدارة المخازن والمهمات بمستلزماتها التي تغطي حاجة البيادر والحقول والمشاريع والبيارات وكان العمل فيها يجري بكل الانضباط والتحضير الجيد وفق الخطط والبرمجة الدقيقة تمكينا وترسيخا لهذه المشاريع البالغة الحيوية والحضور اللائق.
كان الراحل من فرسان الخدمة المدنية في عهدها الزاهر اللافت الاخاذ… ورافق اسماء محتشدة بالعطاء وعنفوان الأداء الطموح فيهم رجال الإدارة العظماء أمثال السادة الاماجد (نجم الدين برجاس صديقه وصفييه وصهره.. وفيهم عمنا التوم احمد حسن احد اهم اساطين الإدارة في الخدمة المدنية… وفيهم الإداريون الرموز السامقه زيادة حسين ومختار احمد مختار وصالح بدوي وبابكر واحمد موسى وحجازي والجنيد ونوح السيد وعثمان ود الكابتن وفي الري على جاد كريم وبابكر عبد الحفيظ والياس عبد الرحمن وعمر الحاج والشباب الفاتح الجلال وحسين حاج عطيه وجعفر نحله وعوض ابو الحسن وسيد احمد عمر الحاج وجيل من الموظفين والموظفات والعاملين والعاملات والمهندسين والفنيين والمزارعين والمفتشين والخبراء الزراعيبن… جيل تضيق المساحة المتاحة عن ذكر الأسماء لكنهم في جدارية الوطن اسماء من ذهب ونجوما في سماء الخدمة المدنية الراشدة زمانئذ.
كان عمنا (شيخ التاج) من نجوم مجتمع الدويم مشاركا بكل قوة في حراك ذاك المجتمع متمتعا بمحبة الناس وثقتهم لكريم خلقه وأصيل محتده وطيب أصله وحلو معشره وحسن جواره.. فردا عاملا في المجتمع بكل العنفوان والحيوية حتى بات مضرب المثل في حسن التعامل وكان ايقونة للتعايش بين مكونات مدن البلاد دون تخصيص فقد كان في الموعد دايما مع أهله في الدويم واحدا منهم له مالهم وعليه ماعليهم وكانت زوجته الراحلة وذريته الصالحة في قلب الحراك الدويمي أصالة وتميزا وتفردا ولا تزال الصلاة عميقة والمودات والمعزات والتواصل في رحابة وتمدد وانتعاش.
كان الراحل وبعيد العودة إلى كسلا ارض الحبايب متابعا وملما بتفاصيل الحياة في الدويم واخبار أهلها ويزورها متى ماسمحت الصحة والعافية وأولاده حضور دايم بكل البهاء مشاركات حيه في أفراح ناسها واتراحهم فهم بين الأهل والعشيرة وفي مدارج الطفولة وملاعب الصبا وذكريات لا تغيب ولا تفارق حبا وكرامة للدويم وأهلها. وحبب أوطان الرجال اليهم مارب قضاها الشباب هنالك
اذا ذكروها ذكرتهم عهود الصبا..
فحنوا الي ذلك.
والان يرحل الشيخ التاج مخلفا احزان ولوعات واسية عند الأسرة والأهل والصحاب وزملاء البيادر والحقول والبنادر وتبقى ذكراه العطرة وتبقى روحه الطيبة ترفرف خيرات وبركات وتبقى الواح الوصايا مصانة عند ذريته الصالحة بإذن واحد أحد تواصلا حميما مع الدويم وأهلها ترسيخا لتلك القناعات والعلاقات الإنسانية السامية الراسخة.
بوركت وطبت شيخنا التاج حيا وميتا وبوركت وطابت أسرتك وذريتك واحر التعازي الي كل اهلك وذويك وزملائك في الدويم وكسلا وفي كل شبر من الوطن الجميل.
الف رحمة ونور على مرقده…. وسلام على الحبيب (شيخ التاج الشيخ في الخالدين).
الحمد لله له ماأعطى وله ماأخذ وله الدوام… والبقاء له وحده ذو الجلال والإكرام.