محمد عبدالقادر يكتب..الاعتصام والمواكب..( شيطنة المطالب البتشبه بعض)!!
المحصلة النهائية لحراك اليوم تقول ان الانقسام في الشارع السوداني بات علي اشده، وان حالة الاستقطاب والتحشيد الماثلة ادت الي مزيد من التعقيدات وعززت من احتقان المشهد السياسي…
لن يستطيع اي طرف اليوم الحديث عن احتكاره للشارع ولن ينجح اي احد في تمرير اجندته عبر (سواقة المواطنين بالخلا)، الانقسام الموجود الان انتج شعارات لا اظنها عصية علي التحقق اذا ( طابت الانفس) وتحررت من شحها وارتهانها للاجندة الشخصية والحزبية.
الاجدي للسودان الان عدم شيطنة مطالب الشارع وتياراته المتباينة ، الثوار الذين يجوبون الشواع ويعتصمون في القصر الان يحملون اهداف ( بتشبه بعض).
لاخلاف حول مدنية الدولة واهمبة الانتقال الديمقراطي؛ ولا اعتقد ان هنالك اي طرف يرغب في اعادة عقارب الساعة الي الوراء والرجوع بالبلاد الي الحكم الشمولي.
لو انصرفت حكومة حمدوك وشركائها في الحاضنة السياسية لتامل مطالب المعتصمين لوجدوا انها ليست صعبة، ولكنهم نظروا اليها من شرفة الكرامة الثورية وركوب الراس خاصة فيما يتعلق بحل الحكومة، ونسوا ان خلافهم مع هذه المرة مع شركاء الامس في قوى الحرية والتغيير لا مع العسكر مثلما يرددون.
لابد من التذكير هذه المرة بان الخلاف ( مدني- مدني)، وان المتشاكسين في الشارع الان ينتمون الي حاضنة واحدة، لن تحل الازمة اذا ادعي كل طرف احتكاره للشارع ولن تتوافق الاطراف علي حلول تحقق الاستقرار مالم تعترف بوجود ازمات حقيقية تقتضي المعالجة الفورية، ايما ادعاء باحتكار الشارع لن يفيد ، واي حديث عن شيطنة المطالب لن يجدي، لانها مثلما قلنا ( بتشبه بعض) ولاخلاف عليها..
السخرية التي تمارس علي مطالب المعتصمين في القصر ستقود.الي مزيد من التازيم والاحتقان، التقليل من مواكب قحت الاولي كذلك لن يفضي بنا الي الواقع الذي نريد.
علي المتنفذين داخل قوى الحرية والتغيير وفي قيادة الدولة الاقرار بوجود ازمات حقيقية في مسار الحكم عيرت عنها شعار المعتصمين في القصر وبعض المجموعات في حراك الحادي والعشرين من اكتوبر اليوم..
الضائقة المعيشية واقع لاينكره احد، من خلال متابعتي لمداخلات المعتصمين في القصر كان الغلاء والازمات وانعدام الخدمات الاساسية من اهم مبررات خروجهم ضد قوى الحرية والتغيير؛ هذا واقع ينبغي الاعتراف به والسيطرة عليه لان في التعامل معه بخطاب التخدير والانكار تهديد للفترة الانتقالية عاجلا ام اجلا.
ثم انه ليس همالك خلاف علي مطلب الدعوة لحكومة كفاءات مستقلة لان المحاصصات الحزبية تهدد التغيير، دفعت الاحزاب بعناصر ضعيفة لم تستطع ان تقدم اي اختراق حتي الان في حياة المواطن المغلوب علي امره.
بربكم من يستطيع ان يختلف مع مطالب مثل اكمال هياكل الحكم الانتقالي وتحقيق شعارات الثورة في الحرية والسلام والعدالة، لا احد، بامكانه ان يرفض معالجة الازمات والضوائق المعيشية في الخبز والكهرباء والصحة والتعليم والوقود وغلاء الاسعار، وهذه شعارات يرفعها المعتصمون في القصر وهتف بها ثوار في مواكب الحادي والعشرين من اكتوبر.
لماذا نشيطن مطالب تدعو للمحافظة علي التحول الديمقراطي ونصورها من منطلق تشويه السمعة كمحاولة للانقلاب علي التحول الديمقراطي وتسليم السلطة للعسكر…وقبل كل هذا وبعده لماذا لا تقدم الحاضنة السياسية علي تقديم مبادرات لراب الصدع وانهاء اختطاف الحكم بواسطة بعض الاحزاب وهو جزء من مطالب المعتصمين .
اتقوا الله في الوطن ايها السادة ليس بينكم خلاف عميق، سعيكم للسخرية من المطالب سيقود الي مزيد من التازيم، القضية تحل بالحوار لا التقليل من قيمة الاخر، هنالك مطالب مشروعة و( بتشبه بعض) من المهم جدا عدم شيطنتها.. بل السعي في حلها سواء نطقت بها هتافات مواكب اكتوبر او رفعها المعتصمون في محيط القصر الجمهوري.