مقالات

في عيدك( ٦٦) مسارات و خيارات صفرية يكتبها : المهندس حامد عبدالرحمن علي

إحتفل السودانيين وكثيرون منهم لا يفرقون بين الإحتفال بالاستقلال أو رأس السنه من أختار ذلك التوقيت المتداخل كان يعني دلالات التاريخ والربط بينهما.. هكذا بدأت مسيرتنا على تصميم العماله المتربصة ببلادنا من لحظة ميلادنا الأولى (لا فرحة خالصه.. ولا أستقرار دائم)
نحتفل وبلادنا صحيح تخلصت من المستعمر من حيث وجوده الفعلي لكننا لازلنا نرزح تحت وصاياهـ ووكلائه المتجددون أو المتحورون يمسكون بتلابيب بلادنا وإقعادها في مؤخرة الأمم رغم المجاهدات والتاريخ والنضال المشرف ،،،
واليوم نعاني من ذات الوصايا والتدخلات الاستعمارية المستبدهـ من ذاك الإستعمار البغيض الذي سلب إرادتنا وإنتهك سيادتنا !!! وهانحن نعيش ماضية البئيس في حاضرنا اليوم (فغردون باشا) و (ونجت باشا)… تبدلوا لفولكر وآخرين يقومون مثلهم بذات الأدوار والمهام ونحن نحتفل معهم ونشكرهم على استعمارنا ونتودد إليهم على قراريط من دولار !
نحتفل وبلادنا تنزف دماً من شرقها الي غربها ومن وسطها الي جنوبها و مع ذلك يبقي خنجر العماله المسموم مغروزاً في خاصرة الوطن ليظل العملاء والخونه وأشباه الرجال حكاماً !!! وأن يقبع الشرفاء الرجال من أبناء الوطن الذين سكبوا الدم والعرق وسهروا الليالي من أجل عزتة وكرامته في السجون والمعتقلات ظلماً وجوراً .
بعد مضى ست وستون عاماً من عمر الزمان تعود قاطرة بلادنا لعصور التخلف وإلانحطاط ضاربة بكل إرث ومجاهدات الأجداد وكفاحهم ضد الظلم وإلاستبداد وإلانحلال والسفور !!!! واليوم يريدون منا أن تستباح الأخلاق وتنتهك الأعراض وتشيع الفاحشة والفوضي وإراقة الدماء دون حسيب ولا رقيب كل ذلك من أجل مدنية مزعومة تنادوا بإسمها هتافاً ونشيداً .. وأنزلوها فساداً وظلماً ونهباً .. ومحاربةً لدين الله… وعادات مجتمعنا السمحة فاختلط الحابل بالنابل !!! الكل يصرخ ولايدري … فالجميع حيري ولا منقذ … فتتهاوي بلادنا لهاوية الانهيار.
الجميع سعد وأعلن إحتفاله لكن كلٍ بطريقته وواقعه الذي يعييشه مابين مترفٍ يعيش ببهارج الدنيا يفرح متجولاً مزهواً بنعمتة… ومابين متألم بالجراح والآلام والحرمان فقد الأب والأم والأخ والأخت … وآخرون يتضورون جوعاً لبحث لقمة العيش التي أصبحت صعبة المنال.. فضلاً عن المعاناهـ مع المرض والبحث عن فاتورة الدواء !!! كل ذلك نتاج لسياسات الحكومة الطاحنة التي رفعت يدها(الدعم) عنهم تنفيذاً لسياسات البنك الدولي ومن بين هؤلاء جميعاً نجد من ضاقت عليه البلاد فغادرها يتحرق ألماً وحسرة ليبحث عن حياة كريمة له ولأسرته ولمستقبلة المجهول..
رغم هذه المعاناه والبؤس يتظاهر الجميع بانهم محتفلون وبلادنا تدخل غرفة الإنعاش الأخير لوصولها مرحلة المسارات المغلقه والخيارات الصفرية الصادمة ولا يلوح في الأفق بارقة أمل لحلول ناجعة… كل مجموعة تسعي لأن تحقق أكبر مكسب حتى ولو على جثث الأبرياء ودمائهم لهذا يعارضون كل محاولات التوافق للخروج من هذا النفق المظلم … ويرفضون كل دعوات الوفاق الوطني من أجل الإستقرار .. هنا يجب أن يتنادي حكماء بلادي لإنقاذ ما يمكن إنقاذهـ حتى لا يتباكي الجميع… كان هنا وطننا إسمه السودان…

إنضم الى مجموعتنا على الواتس آب

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى