أعمدة

مصطفى ابوالعزائم يكتب في (بُعْدٌ .. و .. ومسَافة) .. ما بين الإذاعة وسراي الإمام !

كان اليوم « الأربعاء » حافلاً بالعمل ، قمنا بتسجيل حلقتين إذاعيتين يتم بثهما في عيد الفطر المبارك ، كل حلقة تحفة ، والضيف واحد ، هو صديقنا وأستاذ الأجيال النابغة البروفيسور صلاح الدين الفاضل ، وهو علم على رأسه نار .
لا نود إفساد ما تناولناه في تلك الحلقات ، وقد تشاركنا التقديم زميلتي النجمة الإعلامية و الإذاعية المعروفة يسرية محمد الحسن ، وتدفّق البروف كما النهر في موسم الفيضان .
الإذاعة كلها بلا إستثناء إهتمت بما كان يجري في ستديو الأزهري ، ونجوم المايكرفون جميعهم كانوا يتابعون ، فالرجل الضيف هو “سيد بيت” وهو عالم ودنيا ومهرجان ، ومع ذلك آليت على نفسي ألّا أكتب عن الذي جرى ، فالأيام بيننا ، وهي قادمة ليستمع الجميع لحوار المهنية والتخصص والفلسفة والفنون .
خرجت من الإذاعة متأخراً بعض الشيء ، وفات وقت كتابة المقال اليومي ، رغم نقاط كنت قد حدّدتها من قبل للكتابة عن السيّد الإمام أحمد المهدي ، الذي جلست إليه لأكثر من ساعتين مطلع هذا الأسبوع بطلب منه ، ومعي الأخ الكريم والزميل العزيز الأستاذ صلاح حبيب ، لكن تداخل الأحداث يجعلك فى كثير من الأحيان تؤجّل عمل اليوم إلى الغد ، هذا رغم علاقتي القوية بالسّيد الإمام أحمد المهدي ، وكان من المخطّط له أن نلتقي عقب عودته الخارج بعد غياب إستمر لعام ونصف العام ، لكن تداخلت الأحداث ، ومررت بوعكة أجلت ذلك اللقاء ، وسافرت إلى خارج البلاد ، ولم نلتق إلّا مطلع هذا الأسبوع في هذا الشهر الكريم المبارك ، وقد كانت جلستنا جلسة تاريخية بحق ، ناقشنا فيها أحوال بلادنا العامة ، وأحوال الحكم والمحكومين ، وتناولنا وحدة حزب الأمة وضرورة أن يكون الأنصار تحت راية واحدة ، وأخبرته أنني كنت أناقش هذا الأمر في السابع عشر من هذا الشهر الكريم المبارك رمضان ، مع الأخ الكريم السيّد الدكتور الصادق الهادي المهدي ، ونحن داخل مسيد الشيخ الأمين عمر الأمين بأم درمان ، مثلما ناقشنا وتحدثنا عن تاريخ السّودان وتاريخ المهدية ، ثم الحركة الوطنية ، ليهديني السيّد الإمام أحمد عبدالرحمن المهدي ، كتابه الموسوم ب ( الإمام عبدالرحمن المهدي .. رؤية جديدة للحركة الوطنية السّودانيّة ) وهو ما نفرد له مقالاً خاصاً ؛ كما أهداني السيّد الإمام أحمد المهدي كتاب الأستاذ الدكتور ظاهر جاسم الدوري ، ( السيّد عبدالرحمن المهدي .. الأب الروحي لإستقلال السودان ) وهو أستاذ جامعي وباحث ومحلل سياسي من العراق الشقيق ، كان قد بدأ دراسة تاريخ السّودان الحديث ، وبدأ في دراسة تاريخ السيّد علي الميرغني ودور طائفة الختمية في الحركة الوطنية ، لكن دراسة تاريخ الختمية بزعامة السيّد علي الميرغني ، كانت تقابلها دائماً ضرورة دراسة طائفة الأنصار بزعامة السيّد عبدالرحمن المهدي ، وكان أن خرج علينا الأستاذ الدكتور ظاهر جاسم الدوري ، بكتابه ذاك ، الذي يعتبر ثروة تاريخية حقيقة تستوجب الوقوف عندها ، للدقة والأمانة العلمية والبحثية التي إعتمد وإستند عليها الباحث والأكاديمي العراقي المعروف الأستاذ الدكتور ظاهر جاسم الدوري .
نسأل الله أن يمكننا في مقبل الأيام من إستعراض الكتابين ، وهما إضافة حقيقية للمكتبة السّودانيّة ، وأحسب أن السيّد الإمام أحمد عبدالرحمن المهدي نفسه حريص على يصل الكتابان إلى الكثيرين من رموز الصّحافة والسياسة والثقافة والتاريخ ، فقد طلب إلي أن أقدّم له أرقام هواتف بعض الزملاء ليتواصل معهم في الأيام القادمة .
جلسة رمضانية متميزة في سراي الإمام بأم درمان ، نطل من خلالها على النيل الخالد ، ونطالب بإعادة كتابة التاريخ .

Email : sagraljidyan@gmail.com

إنضم الى مجموعتنا على الواتس آب

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى