بيانات

أشرف إبراهيم يكتب في (منصة) ..خطاب الكراهية

* واحدة من المعضلات الكبيرة التي تواجه المجتمع في الآونة الأخيرة خطاب الكراهية والعنصرية والذي تفشى بصورة مزعجة في أعقاب التغيير الذي حدث بالبلاد وبدلاً من أن كون التغيير نحو الأفضل ونحو التكاتف والبناء والوحدة وإدارة التنوع الذي تتمتع به البلاد عمد الساسة إلى تحويل هذه النعمة إلى نغمة بالطرق على الكراهية والتخوين والإقصاء والتنميط وتقسيم المكونات المجتمعية على أساس جهوي وإثني وكلها عوامل تضر بالنسيج الاجتماعي بدرجة كبيرة.

* امس الأول شهدنا ندوة مهمة صوبت نحو  هذه الممارسات الضارة نظمها المركز السوداني المستقل للدراسات الاجتماعية والاستشارات وجاءت الورشة بعنوان (خطاب الكراهية وأثره على النسيج الاجتماعي في السودان ) احتضنت الورشة قاعة الشارقة بجامعة الخرطوم وجمعت العديد من الخبراء في مجالات الإعلام والباحثين الإجتماعييين والاكاديميين حيث خاطبتها الدكتورة سلمي عبد الجبار المبارك عضو مجلس السيادة الإنتقالي والبروفيسور علي شمو القامة والخبير الاعلامي الكبير والدكتور العميد شرطة حسن التجاني الخبير الأمني والأكاديمي والدكتور أحمد المفتي الخبير الحقوقي والبروفيسور السماني هنون، حيث شهدت الورشة التداول حول أربعة أوراق ورقة حول دور التوعية الجماهيرية الحقوقية في محاربة خطاب الكراهية قدمها دكتور احمد المفتي وورقة حول الممارسة السياسية وأثرها في تعميق خطاب الكراهية قدمتها الدكتورة فاطمة العاقب وورقة حول الدور المجتمعي والثقافي في مناهضة خطاب الكراهية قدمها المهندس عمر البكري أبو حراز وورقة الإعلام وأثره على خطاب الكراهية قدمها البروفيسور علي شمو.

* الأوراق المقدمة حوت تجربة وعصارة خبرات القامات الإعلامية والأكاديمية التي أعدتها وقدمتها وعقب عليها كذلك خبراء وتم حولها عصف ذهني وتبادل أراء مفيد وتصلح مخرجات هذه الورشة أن تكون مدخلاً لمعالجة هذه الظاهرة السالبة والضارة وتكون هادياً لبرنامج عمل واضح للجهات المختصة في هذا الصدد سيما وأن عضو مجلس السيادة دكتورة سلمى عبد الجبار كانت حاضرة وخاطبت الورشة واستمعت لكل الأراء المقدمة والتي في تقديري كانت مفيدة بدرجة كبيرة وقد اشادت دكتورة سلمى بالدور الذي يقوم المركز السوداني المستقل للدراسات وبمستوى تنظيم الورشة والتزمت بتنفيذ مخرجاتها بالتعاون مع الجهات ذات الصلة وهذا هو الأهم. 

* من الإشارات المهمة في الورشة ماقاه الإعلامي البروفسيور علي شمو، حول خطورة الأضرار الكبيرة والمحتملة لتصاعد خطاب الكراهية وسط مكونات المجتمع وإن مسألة الكراهية من أكثر القضايا التي هزت العالم وان السودان يقترب من هذا الاهتزاز بسبب خطاب الكراهية.

وقال شمو بوضوح  إن التعاطي الإعلامي مع خطاب  الكراهية دون قيود ودون رقابة للمحتوى ستقود السودان إلى صدام وصراع كبير وهنا لابد إلى الإنتباه إلى حديث شمو وهو حديث العارفين ونحن في وسائل الإعلام المختلفة معنيين به بالدرجة الأولى ويتطلب منا ممارسة المسؤلية الأخلاقية والوطنية بأن قوة دفع لرتق النسيج الاجتماعي لا تخريبه.

* بروفيسور شمو على ضرورة تطبيق القانون وخاصة قانوني الصحافة والجنائي إلى جانب قانون المحكمة الدولية، مع أهمية انضباط وسائل الإعلام وهذه مهمة ولكن يجب أن تسبقها المسؤلية الفردية والإحساس بها تجاه المجتمع والدولة.

* المركز السوداني المستقل للدراسات الاجتماعية والاستشارات القى بسهم وابتدار علمي وموضوعي لهذه المعضلة وقد أشار الدكتور ياسر العبيد مدير المركز إلى أنهم كمنظمات مجتمع مدني في مجال الأبحاث العلمية ورسم السياسات يهمهم صناعة الاستقرار والسلام وبناء المجتمعات ويقدمون الخلاصات للجهات المختصة في الدولة.

إنضم الى مجموعتنا على الواتس آب

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى