أعمدة

(موازنات) .. الطيب المكابرابي .. مضى البشير ..قذافي في الطريق

كلما اشرقت الشمس على بلادي تشرق بشئ يقول ان القوم مازالوا على خلاف وان هذا يدبر امرا لذاك وان كل يولي وجهه القبلة المعاكسة لذاك …
ظلت الجهات المتحكمة فينا ولثلاث سنوات منذ الاطاحة بحكم البشير تستبدل حكما بحكم ووزراء بوزراء وحكاما بحكام دون ان يكون للعامة يد في هذا ولاقرار …فقط نحكم هكذا عبر مؤسسات غير مخولة ولامؤهلة تصدر علينا من الاحكام ماتشاء وتسن فينا من القوانين ماتريد …
تبادلوا الادوار ثلاث سنوات والنية عندهم تمديد فترة التبادل هذه لعامين اخرين بحيث ندخل في اطول فترة انتقالية يعرفها الناريخ..

لم تكف الاعوام الثلاثة هؤلاء ليتفقوا على شئ …
لم يتفقوا على من له الحق في حكمنا ومن له الاغلبية في الكراسي ومن يراس الدولة والي اي جهة ينتمي و الى أين يذهب من يغادر الكرسي.
الكل يريد ان يحكم وان تطول فترة بقائه على الكرسي وان يطبق فينا منهجه وفكره الى حين وإن يغرف بطريقة أو اخرى من مال هذا الشعب لشخصه أو جماعته او جهته …
ظل الشعب يئن وينتظر الأخبار المفرحة التي تعلن عن توافق تام واتفاق بين الجميع وانهم اتجهوا بكلياتهم نحو مائدة واحدة مستبدلين الادبار بالاقبال على بعض ولكن كانت الخيبة دوما هي ماتحمله الاخبار التي تعلن استمرار الخلاف والشقاق…
لم يات العسكر يوما الى الحكم إلا بعد ان تتازم المواقف وتتشتت الارادة ويصبح الوطن على شفا الانهيار .. فالخلافات الحزبية والتدخلات الاجنبية التي استغلت انهماك الوطن في هذه الخلافات هي التي قادت تنظيم الضباط الاحرار الى التحرك واستلام السلطة في مايو 1969 ثم ان ذات السيناريوهات وقد تكررت في عهد الديمقراطية الثالثة قادت كذلك لتحرك التنظيم الاسلامي عبر الجيش لاستلام السلطة في يونيو 1989…
اليوم نرى ذات الخلافات وذات المشاكسات وذات التدخلات الأجنبية تعصف بالبلاد وكان هؤلاء يقولون للجيش تقدم واستلم كل السلطات ..
قضى النميري 16 عاما على سدة الحكم واعقبه البشير بثلاثين عاما وهؤلاء بخلافاتهم هذه يفتحون الباب للقادم ليحكم أطول طبعا مما حكم هؤلاء ولن تقل فترة حكمه عن فترة القذافي التي استمرت 42 عاما من 1969 وحتى 2011 ..
ان كنتم حريصين فعلا على ماتدعونه من ديمقراطية وحب للحرية وبغضا لحكم العسكر فتوجهو اليوم قبل الغد الى توافق برضي الجميع وليتنازل كل عن سقف مطالبه بما يجعل التوافق والاتفاق ممكنا ومخرجا للبلاد من حال الانسداد الحالي والا فانكم انتم المسؤلون اولا واخيرا ان سطى الجيش على السلطة وليس الجيش كما تدعون في كل مرة ….

وكان الله في عون الجميع

إنضم الى مجموعتنا على الواتس آب

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى