أعمدة

أمل أبوالقاسم تكتب في (بينما يمضي الوقت) .. جلسة في حضرة السفير المصري

شهدت الفترة الفائتة هجرة وهجرة عكسية لدبلماسي السودان ودول العالم، حيث انهى البعض المدة المقررة له بالسودان وغادر ليخلفه آخر، فيما تم تعيين سودانيون بالخارج وفقا لاعراف الدبلماسية.
وحيث ان السودان بلد مضياف ويتمتع بعرف مجتمعي متوارث فقد تمتع عدد مقدر من السفراء العرب وغيرهم برحابة صدر، وتمكن بعضهم من خلق علاقات سواء على المستوى الشعبي أو الرسمي هذا طبعا فيما يلي الجانب الإنساني، اما على المستوى الرسمى فهناك مآخذ كبيرة على البعض سيما في هذه الفترة نعرض عنها الآن.
وبصورة عامة فاللسودان علاقات واسعة على المستوى الاقليمي ودول الجوار وغيره، تربط بينهم مصالح مشتركة على كافة الصعد لا يتسع المجال لذكرها.
ما دفعنى لتلكم التقدمة هو جلسة مع سعادة سفير جمهورية مصر العربية “هاني صلاح” الذي جاء خلفا لسلفه السفير حسام عيسى بنادي النيل العالمي رفقة كبار الصحفيين والاعلاميين وذوى الصلة وهو ابتداء يحسب لسعادة السفير كونه ابتدر لقاءاته مع الإعلام بعد لقاء المسؤولين وهو ما لم يفعله مسبقا اي منهم حال تعيينهم. كنت ساقول سيما ان السفير حديث عهد بالبلاد ومباشرة العمل لكن ما تفضل به من معلومات وتفاصيل تنفيذية يدحض القول ويشى وكأنه على سدة العمل منذ امد.
قلت انه ابتدر لقاءه بالاعلاميين لتفهمه أهمية الإعلام الذي بات المسيطر والمتحكم في مجريات الحياة السياسية والاجتماعية والاقتصادية وغيره سيما في ظل إعلام اسفيري مفتوح. يخطئ كثيرا ويصيب احيانا، من شأنه خلق فتن وزعزعة ليس على مستوى الخارج بل حتى الداخل وما تنامى خطاب الكراهية إلا بفضله.
بعد ان طرح سيادته عدد من الموضوعات والمشاريع التي شرعت فيها الشقيقة مصر وأخرى قيد التنفيذ مستعرضا اياها بالأرقام معتمدا على ذاكرته وليس الورق حرص ان يسمع بعدها لآراء الاعلاميين في ما يلي البلدين، مؤكدا انه الأكثر حاجة لذلك.
تداخل ان لم يكن كل فجل الحضور المحدود وكل يدلى بدلوه، ولم يتركوا شاردة ولا واردة بدء بالتنمر تجاه مصر بلا مسوغات معقولة وليس انتهاء بدور مصر في العملية السياسية الجارية والوضع الراهن بصورة عامة.
كان الرجل شفافا في الطرح والرد مؤكدا ان مصر تقف على مسافة واحدة من كل المكونات السياسية وكيف انها رحبت بالتوقيع على الاتفاق الاطارى وأول من اصدرت بيان بل ان بيانها كان على صفحة وزارة الخارجية قبيل التوقيع. كما انه ثمن على دور الدول المسهلة للحوار بين الأطراف لكنه طالبها بأن لا تضغط سيما وان البلاد تمر بظرف حساس.
تناول السيد هاني بالأرقام المشروعات الخدمية التي تعمل مصر على تنفيذها في السودان دعما له، ولعل على رأسها مشروع الربط الكهربائي، مببنا انه تم نقل أجهزة إلى وادي حلفا جاري العمل على تركيبها، هذا إلى جانب النقل النهري بتكلفة 150 مليون، وزاد بأن مصر بدأت دراسة جدوى لمشروع الربط السككي بين البلدين بتكلفة مليونان ونص او تزيد. وفيما يلي التعليم العالي اورد ان هناك منح جامعية بلغت 300 منحة في مجملها موزعة بين جامعات وكليات مصر.
زف سعادة السفير بشريات عدة قيد الإعداد منها عودة جامعة القاهرة فرع النيلين، فضلا عن برامج ثقافية ورياضية وغير ذلك الكثير المتوقع إنزاله قريبا وفقا للحماس الذي تبدى على السفير هاني والذي ينذر ليس بشر بل بخير وفير على كافة الصعد بما فيها الاجتماعية والانسانية.
صحيح ان الجارة مصر ورغم الروابط التأريخية بينها والسودان، ورغم تدفق الآلاف من السودانيين للاقامة بارضها وفتحت لذلك زراعيها حد ان رئيسها المشير “عبدالفتاح السيسي” إعفاء المخالفين للاقامة وقدم تسهيلات عدة بالخصوص، رغم ذلك انتاشتها سهام عدة.
ونقول ان التنمر بات سمة هذه الفترة ليس على الدول وسفاراتها فحسب بل حتى على المسؤولين والسياسيين المحليين ، لكن بالمقابل هنالك الكثيرون ممن يدينون بالولاء والاحترام لكل هؤلاء يحدوهم الحس الوطني وتقديرات المواقف.
نجدد ترحابنا بسعادة السفير هاني مصطفى متمنين له إقامة طيبة ومهام سهلة بلا متاريس وميعقات، ونشدد على تطميناتنا بأن مهما حدث فهو أخيرا في السودان البلد الجامع والمضياف.

إنضم الى مجموعتنا على الواتس آب

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى