أعمدة

(صفوة القول) .. والي الخرطوم ، حديث الصراحة والأرقام..!!*

في منبر الحديث الأسبوعي الذي نظمته الادارة العامة لمكتب الناطق الرسمي والإعلام الإلكتروني بوزارة الإعلام كان والي ولاية الخرطوم المكلف أحمد عثمان حمزة أكثر واقعية اليوم، وقدم خطابا للرأي العام خاليا من النكهات السياسية، وتحدث مع الإعلام بلسان الصراحة وبلغة الأرقام ، فكأنه يريد أن يجيب على أسئلة الصحفيين قبل أن يسالوها ؛ كأنه يريد أن يقول أنني لست سياسياً ولا حزبيا ، أنا تنفيذي ؛ أنا تكنوقراط ! أعمل ولا أتكلم، واذا تكلمت فإني اقول الواقع بمرارته..!!

تحدث الوالي عن أزمة المياه في الولاية، وعن أوضاع الصحة وعن أحوال التعليم وعن أزمة المواصلات وعن الطرق وعن الفقر، وعن تردي الخدمات، وعن الشرائح الضعيفة وعن كل شيئ ، ولم يكن متكلفا في حديثه ، كما لم يكن متعسفا في بيانه، بل تحدث بمنتهى الصراحة والوضوح وقال أن هناك واقع مرير يعيشه انسان الولاية ، وأن هناك مشكلات ما تزال تتطلب مزيداً من الجهود ، ولم يركز الوالي على الأحاديث العامة، بل تحدث بعمق لتوصيف الواقع المعاش..!!

لم يجتهد الوالي في التبرير ؛ ولم يقدم خطبة جوفاء ؛ بل تحدث بلغة الأرقام ؛ فقال إن حوالي ١٠٠ بص فقط تعمل في الخدمة بينما هناك حوالي ٧٠٠ بص أخرى متعطلة ، واستعرض الوالي كل المشكلات التي تمر بها الولاية بشيء من الشفافية ؛ وقليل من التفاؤل في صناعة الحلول..!!

قدم الوالي رؤية لجعل العاصمة حضرية وأعلن عن قيام مؤتمر عام لذلك، ويشر بقيام موتمر لمعالجة المشكل الرياضي في السودان، وأعاد الامل للعاملين في الولاية عامة – وللمعلمين بصورة خاصة – حينما قال انهم سيعملون على تحسين الأجور، وقد أعجبني خطابه للمعلمين فقد كان محتشدا بالتهذيب والاطراء الجميل ! وفوق هذا وذاك كان شفافا في استعراضه للمعلومات ولم يخف شيئاً عن الاعلام بل اقر صراحة بضعف الخدمات في الولاية وقد كسب بذلك احترام الجميع..!!

صفوة القول

سيظل والي ولاية الخرطوم المكلف احمد عثمان حمزة من الكفاءات النادرة في هذه البلاد، ليس لأنه عبقري هذا الزمان بل لأنه يفعل بصمت، بل لأنه ترك فعله ليتحدث عنه، وأرسى أدب جديد وثقافة جديدة في عوالم السياسة والمسؤولية، فشكراً والي الخرطوم، شكراً للإدارة العامة لمكتب الناطق الرسمي بوزارة الإعلام فقد كان اللقاء دافئا في نهار الشتاء البارد، والله المستعان.

إنضم الى مجموعتنا على الواتس آب

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى