تقارير

وساطة المجتمع الدولي .. وسادة هوائية لحماية الإنتقالية

كثف المجتمع الدولي من تحركاته في السودان عقب الإعلان عن المحاولة الإنقلابية الفاشلة لإحتواء الخلافات بين شركاء الفترة الإنتقالية. وكثرت الإدانات وبيانات الدعم والمساندة من الأمم المتحدة وأمريكا وفرنسا. ثم بدأت لقاءات مباشرة لتهدئة الأوضاع ووقف الحملات الإعلامية بين الشركاء تمهيداً لقيادة وساطة تنهي الخلاف لتمضي الأمور وفق ما هو مخطط لها.

حراك فولكر بيريتس:

وفي لقائه بعضو مجلس السيادة محمد حسن التعايشي قال رئيس بعثة يونيتامس أنه من المهم جداً المحافظة على الشراكة بين شركاء الفترة الإنتقالية. ووصف بيريتس هذه الشراكة بالمثالية مبيناَ أنها ستؤدي لإنتقال كامل وشامل للحكم المدني الديمقراطي والسلام. ودعا فولكر إلى ضرورة خفض التصعيد والتراشق الإعلامي والتركيز على الحوار والتعاون مبيناَ أن الخلافات السياسية أمر طبيعي مؤكداَ ضرورة التعاون من أجل الوطن للمضي قدماَ نحو الإنتقال السياسي والسلام الداخلي والديمقراطية.
وخلال إجتماعه بعضو مجلس السيادة محمد الفكي سليمان أكد فولكر بيرتس، إستعداد الأمم المتحدة وتشجيعها لإجراء حوار شامل بين شركاء الفترة الانتقالية، لافتاً إلى ضرورة معالجة قضايا الإنتقال السياسي عبر الحوار البناء بين الشركاء.

المبعوث الفرنسي وحمدوك:

ومن جانبه إستقبل رئيس الوزراء عبد الله حمدوك المبعوث الفرنسي الخاص للسودان ودولة جنوب السودان السفير جان ميشيل دومند الذي قال أن زيارته للسودان تأتي للتعبير عن دعم فرنسا للحكومة الإنتقالية التي يقودها مدنيون. وشدد المبعوث الفرنسي على ضرورة إستمرار التعاون الذي صمد لعامين بين المكونين المدني والعسكري، مؤكداً على أهمية إستمرار جميع القوى السياسية في التعاون على أساس النوايا الحسنة وذلك لدعم الجهود التي تقوم بها الحكومة في سعيها لتحسين أوضاع مواطنيها بالبلاد.

أمريكا على الخط:

وتلقى رئيس الوزراء عبد الله حمدوك قبل أيام إتصالاً هاتفياً من مستشار الرئيس الأمريكي لشؤون الأمن القومي جاك سوليفان. أعرب من خلاله عن إلتزام إدارة الرئيس الأمريكي الصارم بدعم الإنتقال الديمقراطي بالبلاد والذي يقوده مدنيون، ووقوف الإدارة الأمريكية بقوة وحسم ضد أية محاولات لعرقلة أو تعطيل إرادة الشعب السوداني في تحقيق شعارات الحرية والسلام والعدالة. كما تناول الإتصال التطورات والأوضاع بالإقليم، حيث أشار سوليفان إلى أن المبعوث الأمريكي الخاص للقرن الأفريقي جيفري فيلتمان سيسافر إلى السودان الأسبوع المقبل لتأكيد دعم الولايات المتحدة لعملية الإنتقال التي يقودها المدنيون ومناقشة التحديات الأمنية الإقليمية.

وسادة هوائية:

ويقول خبراء ومحللون سياسيون أن حراك المجتمع الدولي جاء بعد أن أخرج الشركاء الهواء الساخن في تراشق إعلامي شغل العالم. وهو نتاج لحملات إعلامية مكثفة طوال الفترة الماضية صبرعليها المكون العسكري كثيراً وتحمل الإتهامات والإساءات على مواقع التواصل الإجتماعي وأجهزة الإعلام الرسمية دون أن يحرك المجتمع الدولي ساكناً. وأضاف الخبراء: (الآن وبعد أن استشعر الغرب الخطر الحقيقي وأحس بضعف أداء المكون المدني وتراجع أسهمه وشعبيته عاد ليجدد دعمه للمدنيين وإثناء العسكر عن التصعيد). ووصف الخبراء وساطة المجتمع الدولي بأنها أشبه بوسادة هوائية لإمتصاص الصدمة التي أحدثت الكثير من الأضرار في مركبة الإنتقالية. وقالوا إن كلفة الصيانة ستكون غالية الثمن وهو الأمر الذي يتحاشى الغرب فعله لأنه تعود على الوعود ولا نية له في دفع الإستحقاقات.

إنضم الى مجموعتنا على الواتس آب

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى