يبدو ان الضبابية التي تحيط بالمشهد السياسي السوداني وعدم وضوح الرؤية للواقع السياسي انعكس بطريقة او باخري على كل القطاعات وعلى رأسها القطاع الاقتصادي الذي هو رأس الرمح في تنمية البلد ونهضتها .. وكما هو معروف فان الاقتصاد هو السياسة والسياسة هي الاقتصاد فاذا استقر الاقتصاد استقرت الاوضاع السياسية والعكس تمامآ
الآن نعاني من ارتباك المشهد السياسي والاقتصادي معآ ومن ثم انعكاس ذلك على كافة اوجه الحياة وقد يزيد المشهد خطورة اذا لم تكن هنالك حلول عاجلة بعيدة عن الوعود التي لم نجني منها شيئآ وبعيدة كذلك عن رفع دعم ماتبقي من السلع
اقول هذا وبجوب بخاطري اقتراب العام المقبل الذي هو الموازنة العامة للدولة حيث كان من المفترض ان يطلع الاعلام على ملامحها وان تكون هنالك تسريبات مقصودة بهدف تنوير الرأي العام .. فالتسريبات هذه قد تصدق في كثير من الاحيان بنسبة كبيرة جدآ ومن ثم يبدأ الاعلام في مهمته وتحليلها بواسطة خبراء مختصين وهذا هو المنطق في كثير من الدول قبيل الاعلان عن الموازنة واجازتها
الآن الضبابية تلتف بالموازنة ولانعرف عنها اي شئ … كم ايراداتها المتوقعة وكم منصرفاتها وكم يبلغ عجزها وماهو نصيب الصحة والتعليم والخدمات والتنمية والمشاريع التنموية المقترحة؟ وماذا قال اصحاب العمل عنها؟ باعتبارهم الجهة المنوط بها المساهمة بنسبة كبيرة في الضرائب والجمارك … ايضآ هل وصلت للمركز ميزانيات الولايات حتي تتضمن في الموازنة العامة للدولة؟ ومتي سيتم عرضها على مجلس الوزراء للاجازة وتحويلها بعد ذلك للمجلس السيادي للاجازة النهائية
نعم في ظل غياب المجلس التشريعي كان من المفترض ان تعرض على كل الجهات ذات الصلة لتقول كلمتها قبيل عرضها على مجلس الوزراء … فالقراءات الاولي والثانية والثالثة في ظل غياب المجلس التشريعي يجب ان تكون مع الجهات المنوط بها تنفيذ الميزانية
فالتاسع عشر من ديسمبر الجاري يصادف اعلان استقلال السودان من داخل البرلمان كنا نتوقع ان هذا التاريخ هو المناسب لاعلان الميزانية اعلانآ غير رسميآ عبر الكثير من المنصات ليبدأ تنفيذها في الاول من يناير متزامنة مع سياسة بنك السودان المركزي بعد الاجازة الرسمية
ايضآ يجب الوضع في الاعتبار في الموازنة القادمة مراعاة حاجة البلاد الي تأهيل وتطوير البني التحتية في ظل تردي الخدمات خاصة الطرق التي تعاني ماتعاني حيث ظللنا نتحدث منذ فترة طويلة عن تردي الخدمات بصورة عامة فالطرق هي مظهر من مظاهر تقدم الدول وكذلك النظافة …فتراكم النفايات والاوساخ على جنبات الطرق يزكم الانف .. فهل يعقل ان نعاني من فقر وجوع وارتفاع اسعار وغيرها من الازمات لتجئ بعد ذلك مشاكل اخري كتردي البيئة وتردي خدمات اخري تعتبر اساسية في حياتنا اليومية
وبهذه المناسبة نتساءل:
ياناس المالية الميزانية وصلت وين؟