د. عمر كابو يكتب في (ويبقى الود).. مناضلو الصراخ*!!
كانوا و ما يزالون على مدى التاريخ لايجيدون غير التصريحات والصراخ والإساءات إلى الآخرين..
يملأون الدنيا ضجيجًا وهتافًا وإساءة كل يوم وكل لحظة وكل حين..
إنهم اليساريون ليس في السودان فحسب بل في كل مكان..
لكن في السودان أمرهم عجب يهتفون بشعارات ويتغنون بها ويرقصون على إيقاعات كلماتها الموقعة، فحين يتيح القدر لهم سلطة يرسبون بجدارة في تنفيذها رسوبًا عظيمًا إن صححت لهم فلن تزيدهم عن الصفر بكثير..
رفعوا شعارات (حرية سلام وعدالة) وقد دانت لهم السلطة كاملة أما الحرية فحسبك منها أن تعلم أن معتقلاتهم اكتظت بمخالفيهم الرأي ومن خصومهم السياسيين سجنوهم لأكثر من ثلاث سنوات دون جريرة ومن دون تحقيق أو تحرٍّ فمات من مات ومرض من مرض وحتى هذه اللحظة لم يفتح الله على واحد منهم أن يطالب بإطلاق سراحهم فهم في ضلالتهم يترددون ومن كان في الضلالة فليمدد له الرحمن مدًّا٠
وأما السلام فيكفي أن المواطن السوداني ماعاد يأمن على نفسه داخل غرفة منزله حيث لاطمأنينة ولا أمن ولا سلام ،فيما بذلوا جهدًا مقدرًا غير منكر في إقرار خطاب الكراهية ما زاد من كم الشحناء والبغضاء بين الفرقاء السياسيين حتى بينهم هم أنفسهم على نحو ما رأيناه في ندوة شمبات وهم يتقاذفون الحجارة والكراسي بل والبمبان الذي لم يعجزهم الحصول عليه في بلد يفتقر إلى هيبة السلطة ما يجعل كل شيء في متناول اليد و كل شيء متوقع غير مستحيل فمن كان هذا شأنه فكيف له أن ينجح في إرساء دعائم سلام أولى عتباته أن تقنع جبهته الداخلية ثم تبحث عن خيارات التمرد فقد قالت الحكمة (فاقد الشيء لا يعطيه) ليظل السؤال الجوهري أيهما أولى بالسلام جبهتنا الداخلية التي تحتاج إلى وحدة تقود إلى استقرار أم إلى حركات تمرد ضعيفة ليس لها قوة بعد أن قضت عليها قواتنا المسلحة والدعم السريع وقوات الأمن والمخابرات الوطني؟؟؟!!!
وحين يكون الحديث عن العدالة فهذا الملف سيظل سبة وعارًا وخزيًا يجلل وجوههم الكالحة التي تعلوها الغبرة و ترهقها القترة إلى قيام الساعة بعد أن نكلوا بها تنكيلًا..
نكلوا بها يوم شكلوا لجنة سياسية (لجنة التفكيك الفاسدة) والتي استأثرت بكل صلاحيات القضاء والشرطة والنيابة العامة فصادرت وسجنت وضربت وفتشت بل ذهبت إلى أبعد من ذلك وهي تدخل حصن القضاء والنيابة فتفصل وتشرد القضاة ووكلاء النيابات وتسئ إليهم٠
وبسوء قصد و إمعانًا في إفشاء الظلم والاستبداد رفضت رفضًا باتًّا تشكيل المجلس التشريعي حتى لايكون رقيبًا على تجاوزاتها وفسادها الكبير وعطلت المحكمة الدستورية خوفًا من أحكامها التي كانت ستبطل قراراتها بلا استثناء٠
وهم يفشلون كل هذه الفشل الذي أطبق على مسافات حياتنا فأحالها إلى شيء يصعب وصفه من سوء الوضع الذي نعيشه.
يظلون يصرخون ويصرخون فهو فن يجيدونه بخبث لكن ما لا يجيدونه ولايحسبونه أن المواطن السوداني وعى الدرس جيدا وأدرك بحصافته أن هؤلاء شرذمة تافهون يقولون ما لايفعلون وقد كبر عند الله أن نقول ما لا نفعل..
هاهم قد خرجوا بعد أن فشلوا في إدارة شؤون البلاد وذهبت عنهم السلطة يبحثون عنها في الطرقات عبر الصراخ والعويل ممارسة تثبت غباءهم وسذاجتهم والدليل انصراف المواطنين عنهم فأي حشد لا يحدث تغييرًا على أرض الواقع لا قيمة له ولا تأثير..