فتح الرحمن النحاس يكتب في (بالواضح).. عن مسرحية الإستقالة… ماذا بين البرهان وحمدوك..؟!
*لايستطيع أحد أن يجزم قاطعاً ماإذا كان د. حمدوك رئيس (الحكومة الغائبة)، قد أستقال بالفعل، أم أنه (ينوي) ذلك، أم أن الأمر مجرد (مناورة سياسية) تسبق قرارات تحت الطبخ، أم أن الحكاية كلها عبارة عن (مسرحية هزلية) في وقت لايحتمل مثل هذه (البهلوانيات الإنصرافية) …لكن علي كل حال فإنه من المؤكد أن هذه (الضجة) تمثل شكلاً من أشكال (النزاع) بين الرأسين الأعلي في سلطة الدولة أو بين حمدوك وكل طاقم القيادة العسكرية، وهي ترجمة (لصراع) بين إرادة داخلية مشوبة (بالحذر) وأطراف خارجية تسعي (جاهدة) لفرض أجندتها علي الراهن الوطني، ويعزز ذلك تلك (التصفية المتلاحقة) لقرارات 25 أكتوبر علي يد حمدوك، الشيء الذي أقنع (غالبية الشعب) بأن حمدوك بالفعل يمثل (رأس الرمح) أو المدخل الأهم لدي الأطراف الخارجية، في محاولاتها (تشكيل) المشهد السياسي لصالحها..!!
*البرهان يكرر القول أنه لارجعه عن قرارات 25 أكتوبر وأنه لن يسمح (بجر البلد) لصراعات تقف وراءها أطراف تسعي لخلق (الفتنة)، لكنه لايعزز الأقوال بالأفعال، فهاهو حمدوك (ينقض غزل) قرارات 25 اكتوبر خيطاً وراء خيط، ويعين ويعفي، وهنالك (تحركات مكشوفة) لقوي خارجية وسفارات تدعم (بالمال المهول) وتهندس (التظاهرات) وكل ذلك يعلمه البرهان ولكنه لايحرك ساكناً، فأليس ذلك (جر) للوطن لينزلق في الفتنة..؟! لماذا لايرفع الستار عن هذه (التجاوزات المهينة)، والتحركات المشبوهة للسفراء الأجانب..؟! لماذا لايتم (طردهم) علي الفور ومعهم (الثعلب فولكر) إنتصاراً للسيادة الوطنية..؟! أليس من (العبث) أن يكون الإهتمام والجدل حول تعيين مدير للتلفزيون القومي وإعفاء آخر، أهم عند رئاسة الدولة، من حسم هذه التدخلات والإنتهاكات الأجنبية؟!*
*غريب ومثير للريبة أن يصبح حمدوك حاملاً (لعصا الخارج) وملوحاً بها في وجه الإرادة الوطنية، وأن يجد التماهي معه من قبل (قيادات عليا) في الدولة وأن (ينعم) بهذا الحرص والسكوت علي تصرفاته في جانب البرهان… هل يغيب عن أذهان هؤلاء القادة أن مايسمي بالمجتمع الدولي، يمثل دولاً تطمع في (الإستحواذ) علي إمكانيات السودان المهولة..؟! ألا يعني ذلك أننا بهذه (الإمكانيات الذاتية) نمتلك (الكرت الرابح) الذي يجعلنا نفرض إرادتنا في وجه هؤلاء الطامعين فيها..؟! كيف لمن يملك هذه القدرات الذاتية أن (يرهن) قراره لمستعمر (جائع وجشع) يحاول إلتهامها غصباً..؟!
*يبقي من المهم جداً ألا يتهاون البرهان وهو قائد جيش السودان الذي (قطع عهداً) بينه وبين الشعب، في تحمل مسؤوليته كاملة أمام الله والشعب في (فرض) إرادتنا الوطنية، وأن يزيل عن طريقها كل الألغام التي زرعها العملاء واسيادهم الأجانب وألا تأخذه في الحق لومة لائم أو (حردان) يمارسه آخر، وحتماً سيجد كل الشعب يهتف من ورائه…وإلا… فعليك يابرهان بالرحيل لتفسح المجال لغيرك..!!*
*سنكتب ونكتب…!!!*