صلاح حبيب يكتب في (ولنا رأي).. الم يجد هؤلاء الشباب قائد ملهم لقيادتهم؟!
طمنذ أن اندلعت ثورة ديسمبر العظيمة كان الشباب هم وقودها واشعل جذوتها حتى وصلت إلى غاياتها باقتلاع نظام الإنقاذ الذي عجزت عن إزالته الحركة الشعبية بقيادة الراحل جون قرنق ثم من بعده مالك عقار مرورا بعبد العزيز الحلو وعبد الواحد محمد نور لقد ظل الشباب في حالة اعتصامات بالقيادة العامة لفترة من الزمن حتى حققوا مايصبون إليه ولكن بعد تلك الثورة العظيمة لم يجد أولئك الشباب من يحقق لهم طموحهم وامالهم، أن الشباب مازال متمسك بثورته العظيمة وظل في مسيرات مليونية لعدة شهور ولكن للأسف لم يجد هؤلاء الشباب من يقودهم إلى الطريق السليم بل في كل مسيرة مليونية يفقدون خيرة الزملاء والأصدقاء نتيجة لغياب الهدف الذي خرجوا من أجله بينما الذين يقفون خلف الكواليس لم يتمكنوا من قيادتهم إلى المستقبل الذي ينشدونه مما جعل الكثيرين منهم يفقدون الأمل في الاستمرار في تلك الثورة التي لم تحقق لهم مطالبهم المنشودة، أن الشباب الثائر لن يهدأ ولن يقف مكتوفي الأيدي ولكن في حاجة إلى قائد ملهم مثل مهاتير محمد في ماليزيا أو الماهاتماغاندي في الهند أو أردوغان في تركيا الذين فجروا طاقات الشباب نحو العمل الإنتاجي ولكن للأسف مضت على تلك الثورة ثلاث سنوات لم تقدم للوطن ولا لأولئك الشباب مبتغاهم مما جعل الكثيرين منهم التفكير في الهجرة خارج البلاد عسى ولعلي أن يحاوا بناء مستقبلهم بالخارج طالما فشلت قيادتهم في تحقيق أدنى متطلباتهم في العيش الكريم، أن شباب السودان ومنذ أن تفجرت اول ثورة في الوطن العربي ثورة أكتوبر 1964 ومن ثم ثورة رجب أبريل 1985 فلم يجد الشباب ما يريد بل سرقت تلك الثورات من المتربصين والقابعين في الفنادق خارج أرض الوطن يأتون لقطف الثمار التي روي شجرتها الشباب بدمائهم الطاهرة ومن لم يمت جلس عاجزا عن الحركة بسبب العنف الذي مورس ضده خلال الحراك الجماهيري، أن السودان بأكمله في حاجة إلى قائد ملهم يقوده نحو الرفعة والتقدم والأمن والاستقرار وهذا الملهم مفقود الان لدى السودانيين لأن الكل يفكر في قطف الثمار لوحده أو لأسرته، نحن محتاجين إلى ذلك القائد الذي يفجر الطاقات ويدفع إلى التنمية والبناء، أن تلك الملايين التي تخرج في مسيرة يمكنها إعادة بناء كثير من المشاريع المعطلة فإذا كان هناك هذا القائد لاستطعنا خلال الثلاثة سنوات التي مضت أن نحقق الكثير خاصة وأن السودان زاخر بكل الإمكانيات التي تؤهله في فترة وجيزة أن يعبر إلى آفاق أرحب ولكن بدون القائد الملهم لن نتمكن من تحقيق مطالبنا وهي بسيطة لكل سوداني تتمثل في توفير العيش الكريم لهذا الشعب، أن ثورة ديسمبر المجيدة حتى الآن من يجلسون على كراسيها لم يوفروا قطعة الخبز التي خرجوا من أجلها ولا توفير الدواء ولا التعليم الذي وصلت مصاريف الجامعات الخاصة مليارات الجنيهات التي لم تستطيع اي أسرة توفير واحد في المية منها لذلك أن الشباب الذي يخرج اليوم وغداً لم يجد هذا القائد سنظل في هذا العراك بدون فائدة فعلى الذين يعملون من خلف الكواليس أن لم تستطيعوا تحقيق مطالب الشباب فاتركوهم يحققونها بمفردهم.