سهير عبد الرحيم تكتب: رِحلَة الولايات (دنقلا – مروي)
kalfelasoar76@hotmail.com*
في مدينة دنقلا، أعجبني المدخل الرئيسي جداً، شوارع كبيرة ونظيفة، أرصفة مُتناسقة ومطلية، تتوسّط كل الجُزر أشجار نخيل سامقة وأزهار وأشجار.. واضح أنها تجد السقيا والعناية والتجذيب .
التقينا بالشباب وخرجنا بصحبتهم إلى مَبنى المُنظّمة الذي يجمع ويُوحِّد نشاطهم، الشباب عبارة عن رؤساء مجموعة من المنظمات، ولكن بدا واضحاً حجم التنسيق ووحدة الهدف التي تجمعهم .
اجتمعنا بهم حوالي الساعة، عرّفونا بأنفسهم، وطرحنا برنامج زيارتنا، خرجنا من هنالك وتوجّهنا إلى الفندق لنرتاح قليلاً من عناء الرِّحلَة من عطبرة إلى دنقلا .
مَكثنا قليلاً في الفندق، وغَادرنا عقب ذلك إلى تلفزيون الولاية الشمالية، حَيث التقينا بمدير القناة الأستاذ صلاح عبد العزيز، زُرنا الأستوديوهات، وغُرفة الكنترول والبث المُباشر، وسجّلنا استضافة سريعة للقناة .
خرجنا من هنالك إلى قلب المدينة النابض مسرح ترهاقا، حيث التقينا بمجموعةٍ من المُواطنين ونُخب المدينة والفاعلين في العمل الطوعي، اللقاء امتدّ لأكثر من ثلاث ساعات، استمعنا فيها لإبداعات الشباب والشيوخ على حدٍّ سواء .
كان من ضمن المُتحدِّثين السيد محمد الهادي السيسي ممثل مُبادرة فوانيس الخير، والذي كان موجوعاً من مُصادرة شركة شريان الشمال والتي يعتبرها حقاً أصيلاً لمواطني الشمالية، وقامت عبر اكتتاب وأسهم مُواطنين ويجب أن تعود إليهم، ولا يحق أبداً مُصادرتها باعتبارها أموال كيزان .
في ذات الوقت، تحدّث العديد من ممثلي منظمات المجتمع المدني والمنظمة الأفريقية لتنمية المجتمع ومنظمة السودان ومنظمة سودو وممثل صندوق دعم الخدمات الصحية وسفراء أجيال وبلوفور سودان ومبادرون نحو الأمل .
عقب اللقاء ومُخاطبتنا لأهالي دنقلا وتناولنا القهوة ثُمّ الشاي باللبن في حديقة المسرح وسط أجواء شتويةٍ غريبةٍ، عقب ذلك عُدنا مساء إلى الفندق.
تحرّكنا في الصباح الباكر إلى السوق، قابلنا المُواطنين ودشّنا مُبادرة وصِّلني، شاركنا الحماس، سائقو المركبات العامة والخاصة حافلات ودفّارات تاكسي وركشة وموتر، حتى صاحب الكارو شارك معنا وألصق الاستيكر على الحمار وصارت الكارو شريكاً في وصِّلني .
على وُجُوه المُواطنين، بدا واضحاً أنّهم يُعانون من أزمة مُواصلات طاحنة وارتفاع في كُلفة النقل، كما بدا واضحاً أن هُنالك تَردياً في الخدمات الصحية وفَقراً في الكادر الطبي وشُحّاً في الدواء، حيث يلجأ العشرات إلى الخرطوم، رغم أنّ (حاج أحمد ليس بأفضل من حاج محمد) .
*خارج السور:*
غادرنا دنقلا وأهلها يُودِّعونا كما استقبلونا بالحُب والمَوَدّة والدفء.. إنّهم قومٌ مُشبعون بالثقافة والإلفة..!
*نواصل…..*
* نقلاً عن الانتباهة*