ضياء الدين بلال يستدعي ذاكرة الطفولة وطبيب في الخاطرة
في طفولتنا الباكرة بالجزيرة، وفي مثل هذه الأيام الشاتية، تكثر نزلات البرد والتهابات الصدر والحساسية.
كان والدنا له الرحمة والمغفرة، حريصاً على فتح ملفات لكل واحد من أبنائه وبناته.
ملف يحوي، الأوراق الثبوتية والنتائج المدرسية والصور والروشتات والتحاليل الطبية.
كان بحكم عمله النقابي، له ولع واهتمام، خاصة بالتوثيق والاحتفاظ بالأوراق والقصاصات الصحفية.
وكان يجري معنا مقابلات مُسجّلة عبر أشرطة الكاسيت في كل مرحلة من مراحل العمر، يحتفظ شقيقي جلال الدين ببعضها حتى الآن.
كنت في طفولتي أعاني من مرض الربو، فكان والدي يأخذني للدكتور رابح برير، ذلك الطبيب الإنسان المرح.
كنا نسمع بطبيب ذائع الصيت في ود مدني، دكتور حافظ الشاذلي، أشهر استشاري الأطفال بالإقليم الأوسط.
البروف حافظ الشاذلي أستاذ واستشاري طب الأطفال، ومن مؤسسي كلية الطب بجامعة الجزيرة وجامعة الخليج بالبحرين.
ويعتبر بروف الشاذلي من أوائل الأساتذة في تدريس طب الأطفال بكلية الطب بجامعة الخرطوم.
وقد توفي قبل أكثر من عام، عن عمر قارب التسعين.
قبل سنواتٍ تعرّفت – عبر الشهم المفضال السيد جمال الوالي – على الدكتور أسامة حافظ الشاذلي، الذي لم يرث طب الأطفال فقط عن والده، بل ورث الأخلاق وحُسن التعامل والذوق واللطف والجدية في الاهتمام بالمرضى.
دكتور أسامة وبفضل من الله، أنقذ حياة طفلتي الصغرى من موت محقق قبل أربع سنوات.
هذه خاطرة عابرة للثناء والتقدير لهذه الأسرة (الطبية) الطيِّبة الكريمة، التي أسعدت كثيراً من الأسر السودانية بشفاء أطفالها.
وها هو دكتور أسامة يفتح باب المستشفى الدولي ببحري، منذ ثلاث سنوات لمعالجة مصابي التظاهرات دون مقابل مادي، لا يرجو من ذلك جزاءً ولا شكوراً.