مصطفى ابوالعزائم يكتب في (بُعْدٌ .. و .. مسَافَة) .. رؤوس كبيرة لكنها فارغة …!
يطِلُّ علينا البعض من خلال الفضائيات العربية والأجنبية ، بصفاتٍ مختلفة ، البعض يحمل صفة خبير وآخر يحمل صفة محلّل سياسي ، ومنهم من يجيئ بصفة الصّحافة ، وغير ذلك من نعوت وصفات تسبغها عليهم الفضائيات التي تفتح لهم ( شاشتها ) ليطلّوا منها على متابعيها في السّودان ، بل وفي العالم كلّه ممن يهتمون بالشأن السّياسي السّوداني .
هناك خبراء ما في ذلك شك ، وهناك مختصّون لا نقلّل من شأنهم ، وهناك محلّلون سياسيّون يقرأون تفاصيل الأحداث ، ويتوقّعون نتائجها ، فالمقدّمات دائماً تقود إلى نتائج يتوقّعها أولي الألباب .
لكن وللأسف الشديد هناك من يشوّه الصّفة التي يتم تقديمه بها ، ويتندّر الكثيرون منه ومن كُلّ من حمل تلك الصّفة ، ولا أريد التعميم ، لكن البعض حقيقة لا يفرّق بين الرأي والتحليل ، ولا يفرّق ما بين تبنّي المواقف السّياسيّة وما بين الرأي الموضوعي ، فيظهر لك مثلاً من يحمل لك صفة رئيس تحرير ، أو كاتب صحفي ومحلّل سياسيّ ، ليطلّ على مشاهد ينتظر تحليلاً موضوعيّاً للأحداث في السّاحة السّياسيّة السّودانيّة ، لكنه يفاجأ ب ( التعتعة ) و ( التأتأة ) ، بما يصدم متابعي النشرة الإخبارية أو البرنامج المعني بالإجابة على الأسئلة التي تشغل أذهان المتابعين والمشاهدين ، ويشاهدون الرؤوس الكبيرة ( الكاشفة ) أو ( المعمّمة ) محمولة بين كتفين عريضين ، لكنها خاوية فارغة ، حتى إن الكثيرين من المشاهدين اليوم باتوا أكثر معرفة من بعض ذلك النفر المحب للظهور ، لكنه لا يقدّم شيئاً للآخرين .
قطعاً هناك ضوابط ومعايير لكل صاحب مهنة ، أو مختص في مجاله ، وهي التي يجب أن تحكم العلاقة بين الفضائيات وأجهزة الإعلام المختلفة ، وبين ضيوفها ، والذين من المفترض أن يكونوا أداة جذب للمشاهدين ومتابعي برامجها ، من خلال تخصّصاتهم ومعارفهم وإلمامهم الشامل بالموضوعات والأحداث التي يستضافون لقراءتها وتحليلها .
مثل هذه البرامج الإخبارية و الفقرات التحليلية تقوم على المعرفة ، والإحاطة بالموضوع ، والمعلومات ؛ ولا تقوم على التخمين والإستنتاج القائم على إفتراضات غير صحيحة ، ومع ذلك لم نجد حتى الآن من يعتذر من ضيوف هذه الفضائيات بألّا معرفة له بالموضوع أو أي جانب منه .
ونرى ونشاهد ونسمع العجائب والغرائب من البعض ، خاصةً بعض السياسيّين الذين يحملون معاول هدم جبّارة لكل ما يمكن أن يشكل أرضية مشتركة لكل السّودانيين ، ويعمل بعضهم على محاولة طمس الهوية الوطنية ، من خلال ما تحمله نفوسهم المريضة ، وسعيهم لأن يكونوا هم وحدهم في ميادين العمل العام .
يشكّكون في الهوية من خلال تبنّيهم للجهوية والقبلية والعنصرية ، في حين أن اهم مكونات الهوية الوطنية تتلخّص في ثلاثة عناصر أساسية ، هي اللغة ، والثقافة ، والدين .
ليت الأمر كان بأيدي الحادبين على مصلحة البلاد والعباد ، لأنه لن يكون لأمثال هؤلاء وأولئك مكان .
Email: sagraljidyan@gmail.com