أحمد عبدالوهاب يكتب في (فنجان الصباح) .. ركعتان للعشق تحت شمس الخرطوم !!
هبة مباركة كسرت من جبروتها حاجز الصوت، كما كسرت من قوتها حاجز الصمت، وكسرت ظهر المؤامرة (طق).. وكسرت عين العملاء، وفقأت عين الشيطان..
وصحت الخرطوم، على وقع النشيد القديم، وأصداء الهتاف الحبيب، وفر الشيطان الأممي وله ضراط.. لما اهتزت مدن السودان بالتكبير والتهليل.. في مسيرات نظيفة، ومتوضئة لا تلعن الدين القيم.. ولا تسب العقيدة السمحاء.. يقودها شباب لم تحطمه ليالي الشاشمندي الحمراء.. ولا سيجارتها الخضراء.. ولم يسلم إلى الخصم العرينا..
كتبت انتفاضة العز والشرف( نعي) المؤامرة الدولية الغاشمة .. وشبعت موتا ولم يصلى عليها، ودفنت في مقابر (الكومنولث) .. وانطفأت المؤامرة في رماد الاطارات ، وفي أعقاب السجاير الخضراء، وأشرطة الترامادول، والحبوب الزرقاء..
نظلم مسيرة العز والشرف بنعت المليونية.. ينبغي البحث عن إسم ملياري بالجديد.. لأن نعت المليونية تركناه لمسيرات العملاء الهزيلة.. والتي لا تكمل نصف الألف إلا بكرامة البليلة.. وتجنيد القصر الصغار .. وحشد الشماشة..
فقد أدخل الأشرار سلاح البنقو، والعرقي، وحبوب الهلوسة كأسلحة داعمة.. وككتائب تدخل سريع، لإسعاف المسيرات من التلاشي والذوبان.. في محطة البلابل بالخرطوم والعباسية بأم درمان..
مزق شباب السودان في مسيرة العز والشرف، خطاب حمدوك وعصابته، وتفويض فوكلر وبعثته..
ولو كان عند فوكلر وقطيعه الأممي ، ذرة من إحساس لما أصبح عليهم الصباح ، في تقاطع (اوماك).. ولشدوا رحالهم، وزموا مطاياهم بليل مظلم ، مأزورين مطرودين بأمر الشعب الذي أحرق الباشا الغشيم، وذبح غردون اللعين..
ولو كان عند – ما تبقى – من جماعة قحت ، والأربعة الطويلة ذرة من أخلاق وحياء، لتواروا عن المشهد إلى الأبد .. حيث لا مكان للثعالب والضباع، في وجود الأسود ..
ولقد وصل صاحب الحق.. وجاء صاحب الوقت.. ولم يعد للأنبياء الكذبة، وصغار الكتبة، ولا لسارقي (الثورات) و(الثروات) مكان في أرض السودان..
وانها مجرد بداية، وعملية احماء بسيطة، قياسا بالطوفان القادم..
ويابلادي المكلومة..
قد يهون العمر إلا ساعة
وتهون الأرض إلا موضعا