الخرطوم وموسكو .. عاصفة ثلجية في وجه واشنطن
أعلنت وزارة الخارجية عن تلقى نائب رئيس مجلس السيادة محمد حمدان دقلو لدعوة رسمية لزيارة روسيا خلال الأيام المقبلة وكشفت مصادر مطلعة أن نائب رئيس مجلس السيادة سيلتقي خلال الزيارة كل من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ووزير الخارجية سيرغي لافروف لمناقشة العديد من الملفات عل رأسها إحياء العرض السوداني للروس بإقامة قاعدة عسكرية على البحر الأحمر وتدريب قوات الدعم السريع.
وقال المتحدث بإسم الخارجية خالد محمد فرح إن زيارة نائب رئيس مجلس السيادة تجئ في إطار سعي البلدين لتقوية العلاقات الثنائية في جميع المجالات عبر التواصل وتبادل الزيارات بين المسؤولين على أعلى المستويات، تأكيداً للإرادة المشتركة في دفع العلاقات. وأوضح فرح أن السودان وروسيا تجمعهما علاقات متميزة، وأشار لمساعدتها للخرطوم في المحافل الدولية وقال إن روسيا تراعي أهمية السودان ودوره الإستراتيجي في محيطه الإقليمي.
ويقول مراقبون أن الزيارة تأتي في ظل تقارب روسي سوداني كبيرين وهو تقارب منطقي ويعتبر إمتداد لتعاون مثمر إستمر لأعوام طويلةوبالمقابل فإن الإدارة الأمريكية تراقب بقلق ما يحدث في العلاقات بين الخرطوم وموسكو وتعتبره أشبه بعاصفة ثلجية تهب على وجهها الذي صار مكشوفاً أمام العالم وتعتبر أمريكا أن التقارب الروسي السوداني يحمل في طياته ملفات حساسة لا تريد لها أن تتحرك وأكد خبراء أن أمريكا بسياساتها وتلويحها بالعقوبات أجبرت السودان ليعود مرة أخرى إلى أحضان الدب الروسي ويخلق التوازن في علاقاته الخارجية والبحث عن المصلحة الحقيقية لشعبه.
من جانبه أكد الكاتب الصحفي والمحلل السياسي خالد حسن أن هنالك مصالح مشتركة عديدة بين السودان وروسيا أبرزها مد الجيش السوداني بالسلاح والطائرات وقطع الغيار إلى جانب المساهمة في تدريب القوات كما أن السودان إقترب من الموافقة على القاعدة العسكرية على البحر الأحمر وأضاف خالد أن روسيا إلى جانب الصين وبقية دول البركس أسهموا في إستقرار السودان إبان الحصار الأمريكي الذي إستمر إلى قرابة 30 عاماً.
وأكد خالد أن السودان يعتبر بوابة أفريقيا للعالم ومن يكسب ود الخرطوم هو الكاسب الذي ستفتح أمامه مغاليق الأبواب وهو ما يفسر سر الصراع الكبير وتكالب القوى الغربية على السودان. وأشار خالد إلى أن السودان يتمتع بثروات ضخمة وموقع إستراتيجي يسيل لعاب القوى العظمى وعلى القائمين على أمر البلاد النظر جيداً إلى طبيعة العلاقات وما تحويه من أطماع وتمحيصها بما يحقق المصالح المشتركة والمبنية على المنافع المتبادلة للشعب السوداني وبقية الشعوب والدول.
وتوقع خالد أن تثمر زيارة نائب رئيس مجلس السيادة عددا من الإتفاقيات العسكرية والإقتصادية التي تصب في مصلحة البلدين وتؤسس إلى مرحلة جديدة في مسار العلاقات بين الخرطوم وموسكو.