وفد السودان برئاسة دقلو في موسكو ..مكاسب اقتصادية تتحدث عن نفسها
حظيت زيارة نائب رئيس مجلس السيادة الفريق أول محمد حمدان دقلو إلى دولة روسيا باهتمام كبير من قبل وسائل لما لها من أهمية تجلت في انها جاءت بطابع التعاون الاقتصادي وتبادل المنافع والمصالح وذلك من خلال اصطحاب النائب لوفد اقتصادي ضم اغلب وزراء القطاع بجانب رئيس الغرفة التجارية.
ويرى الخبير الاقتصادي والمحلل الاستراتيجي معتز حسن أن الزيارة مهمة بكل المعايير للسودان لان روسيا فتحت زراعيها لتقديم العون والمساعدة في مجالات التقنيات الزراعية وفي مجال النفط وغير من الخبرات سيما أن زيارة حميدتي و فده جاءت بدعوة من موسكو، ومعروف عن روسيا انها ليست دولة استعمارية ومتعالية فيه تتعامل مع الدول باحترام حقها بعيدا عن سياسية العصا والجزرة .
ويقول حسن أن السودان لديه موارد كبيرة في باطن الأرض سواء كانت معادن أو بترول أو زراعة ويمتلك اراضي خصبة شاسعة بيد انه بحاجة الى التقانات والخبرات التي تمكنه من استخراج هذه الثروات بالصورة المثلى التى تتيح له الاستفادة وهذا ما توفره روسيا سيما انها تملك تقانات عالية في زراعةالقمح وهو السلعة الاستراتيجية الأهم لكل دول العالم بجانب امكانياتها في التنقيب عن الذهب والمعادن الأخرى، ويضيف ان دول الاستثمار الروسي في استخراج الذهب سيعزز من المكاسب
وفي السياق يقول المحلل الاقتصادي ياسر أحمد العمر أن طابع الزيارة يبين حجم المكاسب التى سيجنيها السودان من هذه الزيارة بما في ذلك القطاع الخاص الذي كان حضورا لتعزيز الاستثمارات ويرى أن روسيا يحمد لها دوما التعامل مع دول العالم الثالث بتكافؤ لذلك تقدم مثل هذه الدعوات على عكس دول العالم الاخرى وعلى راسها أمريكا التي لم تفكر في مثل هذه الدعوة لتبادل المنافع فقط تريد أن تأخذ.
ويتفق مراقبون في ان روسيا لديها استراتيجية علاقات دبلوماسية متوازنة وتجعل من تبادل المصالح اساس، وليس نهب الثروة بالترهيب وسياسة العصا كما تفعل امريكا وتعمل دوما لإظهار سلاح العقوبات والاكثار من التهديدات.
وشهد الفريق أول دقلو، في هذا الاطار ، بالعاصمة الروسية موسكو، التوقيع على مذكرة تفاهم بين اتحاد الغرف التجارية السوداني، ومجلس الأعمال الروسي. في حضور وزير المالية د. جبريل إبراهيم محمد، ووزير الزراعة والغابات د. أبوبكر عمر البشرى ووزير الطاقة والنفط محمد عبد الله محمود، ووكيل وزارة الخارجية المكلف السفير نادر يوسف الطيب، والقائم بأعمال السفارة السودانية بموسكو السفير أونور أحمد أونور.
ووقع عن الجانب السوداني رئيس اتحاد الغرفة التجارية نادر الهلالي، بينما وقع عن الجانب الروسي، عضو مجلس الأعمال الروسي فيكتور جيم داي.
وأبدى عدد من رجال الأعمال والشركات الروسية، رغبتهم الدخول في استثمار بالسودان خلال الفترة المقبلة، مشيرين للإمكانيات الكبيرة التي يمكن الاستثمار فيها خاصة في مجال الحبوب واللحوم، والبنية التحتية، والغاز والكهرباء.
وعبّر الفريق أول محمد حمدان، عن شكر السودان للحكومة الروسية على إعفاء متأخرات ديونها السيادية على السودان خلال العام الماضي، ورحب سيادته بانعقاد الدورة السابعة للجنة الوزارية السودانية الروسية الاقتصادية والتجارية المشتركة بالخرطوم في النصف الأول من العام الجاري، مؤكداً توفير رعاية خاصة للاستثمارات الروسية القائمة في السودان كافة ومعالجة ما يواجهها من مشكلات، مشيراً إلى أهمية تفعيل العلاقات التجارية في قطاع الزراعة، واللحوم، والفواكه، والحبوب.
وأكد وزير المالية د. جبريل إبراهيم إزالة المعوقات كافة التي تعترض تدفق الاستثمارات الروسية للسودان، مشيراً إلى أن السودان يمثل بلد الفرص اللامتناهية، إلى جانب كونه يمثل بوابة أفريقيا، ونوه إلى وجود أكثر من ٢٠٠ مليون فدان صالحة للزراعة مع توفر الإمكانيات كافة التي تسهم في الإنتاج، وأشار إلى الإمكانيات في مجال الثروة الحيوانية والتعدين، لافتاً إلى أن كل تلك المشروعات وغيرها سيتم الاتفاق حولها خلال اجتماعات اللجنة الوزارية قريباً.
بدوره أكد وزير الزراعة والغابات د. أبوبكر عمر البشرى حاجة السودان إلى توفير نظم ري حديثة والاستفادة من التجربة الروسية في مجال البيوت المحمية، إلى جانب مجال الأسمدة، داعياً إلى ضرورة التعاون في تلك المشاريع بما يحقق الفائدة المشتركة.
بدوره طرح وزير النفط والغاز حمد عبد الله محمود، عقد شراكات مع الجانب الروسي في مجالات الطاقة للاستفادة من الإمكانيات الهائلة التي يتمتع بها الروس في تقانة وتكنولوجيا النفط والغاز، مشيراً إلى توفر فرص لإقامة موانئ لتصدير وتكرير البترول، إلى جانب إنشاء مصانع للبتروكيماويات.
وفي السياق شدد رئيس الغرفة التجارية على ضرورة إحكام التنسيق بين الجانبين السوداني والروسي، وتكثيف اللقاءات الثنائية لتسهيل عمل الشركات الروسية في السودان، وأوضح أن المجال مفتوح للشركات الروسية للعمل في مجالات البنية التحتية والطرق والموانئ والسكة الحديد، مشيراً إلى أن الزيارة ستفتح المجال أمام رجال الأعمال والشركات في البلدين لمزيد من التعاون.