مجرد سؤال؟؟.. رقية ابوشوك .. “حبيبي يارسول الله … انا والله احببتك”

ذكري الاسراء والمعراج يحق لنا ان نحتفي بها … فقد اكرم الله بها نبينا محمد صلوات الله عليه وسلم كما ان معجزة من معجزات رسولنا الكريم … فهي الليلة التي فرضت فيها فريضة من اعظم الفرائض وهي الصلاة والتي _ اي الصلاة _ اذا صلحت صلحت بقية الاعمال .. فالرسول صلوات الله عليه وسلم يقول ل “بلال ابن رباح” (ارحنا بها يابلال) لانها تبعث الراحة والطمانينة في القلوب
ونحن نعيش اليوم “الاثنين” ذكراها العطرة دعونا نقف على مسيرتها كما وثق لها التاريخ الاسلامي الجميل .. فلابد ان نشير هنا الي السورة الكاملة التي جاءت في القرآن الكريم باسم “الاسراء”
قال تعالي في سورة “الاسراء” : (سبحان الذي اسري بعبده ليلآ من المسجد الحرام الي المسجد الاقصي الذي باركنا حوله لنريه من اياتنا انه هو السميع البصير)
وقال تعالي في سورة “النجم”(عند سدرة المنتهي عندها الجنة المأوي)
نعم فالاسراء والمعراج تعتبر معجزة من معجزات الرسول صلي الله عليه وسلم فلابد اذآ ان نقف على احداثها التي جاءت لتنسي رسولنا حزنه على زوجته السيدة “خديجة ” رضي الله عنها والتي كانت تخفف عنه مايلاقيه من اذي كفار قريش كما انه فقد ايضآ عمه “ابوطالب”والذي كان يمنع منه اذي الكفار
فقد جاءت كذلك لتنسيه مرارة الحزن الذي وجده من اهل الطائف بعد ان ذهب اليهم ليدعوهم الي الدين الاسلامي ولكنهم خرجوا ضده بعد ان سبوه ورموه بالحجارة وحرضوا اطفالهم ليقذفوا النبي صل الله عليه وسلم بالحجارة حتي ادميت قدماه الشريفتين
فالقلب هنا يتقطر ويبكي حزنآ ورسولنا الكريم يلاقي مايلاقي وهو يقول (اللهم اشكو اليك ضعف قوتي وقلة حيلتي وهواني على الناس) … ورغم ذلك قابلهم بالحسني وهو يدعو لهم ويقول : (اللهم اهد قومي انهم لايعلمون)
انه نبي الهدي الذي قابل الاساءة بالاحسان فكانت الاسراء والمعراج التي اكرمها الله به ليخفف عنه الحزن حيث اسري به الي المسجد الاقصي بصحبة امين الوحي جبريل بعد ان امتطوا “البراق” الي المسجد الاقصي
وهم في طريفهم الي المسجد الاقصي فقد سال النبي صلوات الله عليه وسلم عن سر الرائحة الذكية التي يشتمونها وهنا قال له جبريل انها رائحة قبر ماشطة ابنة فرعون ورائحة قبر ابنائها الذبن قتلهم فرعون بعد ان علم بعبادتهم لله سبحانة وتعالي وهكذا حتي وصلوا الي المسجد الاقصي وهنالك وجد الانبياء في استقباله وصلي بهم الصلاة الابراهيمية لان الصلاة المكتوبة كانت لم تفرض بعد … هكذا حدثنا التوثيق الجميل لهذه الليلة المباركة
ونحن نبحر في هذه البحور الدينية وبعد الانتهاء من كيف اسري به؟ تعالوا بنا لكي نتعرف كيف كان المعراج؟ نعم عرج به بعد ذلك الي السماء الاولي والثانية والثالثة حتي وصل السابعة وفي كل سماء كان يلتقي عدد من الانبياء وقد التقي سيدنا “آدم” ثم سيدنا “ابراهيم” الذي التقاه في السماء السابع وكان مستندآ على “البيت المعمور” .. وهو بيت في السماء السابع فوق الكعبة وقد ذكره الله سبحانه وتعالي في سورة ” الطور” (والطور وكتاب مسطور في رق منشور والبيت المعمر والسقف المرفوع) وقد رحب به سيدنا ابراهيم وقال : (مرحبآ بالابن الصالح والنبي الصالح)
ثم صعد بعد ذلك حتي وصل “سدرة المنتهي” “عندها الجنة المأوي”
الم اقل لكم انها معجزة من معجزات الرسول صل الله عليه وسلم
فسدرة المنتهي هي الشجرة التي لايعلم عظمتها الا الله
يالها من ليلة مباركة نبحر في بحورها اليوم ونحن نعيش ذكراها و نسائمها وروحانياتها العالية
ففيها فرضت الصلاة وفرضت “خمسين” صلاة ولكن سيدنا موسي عليه الصلاة والسلام قال لرسولنا الكريم اذهب واسأل ربك التخفيف وهكذا حتي تم تخفيفها الي “خمسة” صلوات مكتوبة في اليوم ولكن اجرها وثوابها ثواب “خمسين” صلاة كل هذا تم في ليلة مباركة عرج خلالها النبي الي السماء ليحكي لنا التاريخ الاسلامي عبق هذه الليلة
فرسولنا الكريم عان ماعان من اذي الكفار لتكون كلمة الله هي العليا وقد كانت .. وبعدها انتشر الاسلام في كل انحاء العالم وبعد فتح مكة توالي النصر والفتوحات الاسلامية (انا فتحنا لك فتحآ مبينآ) (واذا جاء نصر الله والفتح ورأيت الناس يدخلون في دين الله افواجا فسبح بحمدالله وايتغفره انه كان توابا)
واخيرآ نختم هذا المقال التوثيقي ونقول مع الشاعر :
احبك يارسول الله .. فهل تقبل؟
صحيح ما رأيتُ النورَ من وجهِكْ
ولا يومًا سمعتُ العذبَ من صوتِكْ
ولا يومًا حملتُ السيفَ في رَكبِكْ
ولا يومًا تطايرَ من هنا غضبي
كجمرِ النارْ
ولا حاربتُ في أُحُدٍ ..ولا قَتَّلتُ في بدرٍ ..صناديدًا من الكفَّارْ
وما هاجرتُ في يومٍ ،
ولا كنتُ .. من الأنصارْ
ولا يومًا حملتُ الزادَ والتقوى
لبابِ الغارْ
ولكنْ يا نبيَّ اللهْ
أنا واللهِ أحببتُكْ
حبيبي يا رسولَ اللهِ
هل تقبلْ؟