)علي كل) .. محمد عبدالقادر يكتب: السودان و.. (ديك المسلمية)..
لم يستطع السياسيون في بلادي مغادرة حالة ( ديك المسلمية) الذي تخبرنا الرواية الشعبية انه ظل (يعوعي) بينما ( بصلتو يحمرو فيها) كناية علي عدم ادراكه لمصير خطير ومحتوم ينتظره ( الذبح)…
ولا ادري الي اين تسوقنا الاقدار ولكني واثق من اننا ظللنا نرابط في هذ( الحالة الديكية) منذ سنوات طويلة، لا احد ينتبه الي المصائر والسيناريوهات التي تنتظر البلد في ظل معطيات الواقع المنقسم والمتشظي والخطير..
ماذا تبقت من معطيات فشل الدولة ، انهيار اقتصادي تفلتات امنية جيوش متعددة ، ضعف في سطوة المركز ونهاية لعهود سيطرته علي الاطراف تفشي حيازة الاسلحة، مظاهرات وموت في الشوارع، انهيار مخيف للعملة الوطنية تدهور في مناحي الحياة كافة..
للاسف تتوافر اليوم بيننا كافة المعطيات التي ادت الي تشرذم الدول وانقسامها ودخولها في دوامة الحرب ومواجهات الشوارع والانقسام والضياع.
لا ادرى هل يدرك الذين يقودون زمام الامور في السودان انهم ربما يكونوا اخر حكاما للسودان الواحد المستقر الموحد الامن المطمئن، لا اظنهم يعلمون ان التاريخ سيحسب عليهم نهاية عهد الدولة السودانية ودخولها مرحلة الغيبوبة التي ستنتهي الي الموت تحت انقاض الغبائن وتصفية الحسابات.
لماذا يصرون علي ان يحكموا وطنا فر مواطنوه وبداوا يلجاون الي المنافي البعيدة ودول الجوار، من يريد التاكد من اننا نعيش حالة احتضار حقيقية وبتاكد من مستوى الحضيض الذي وصلت اليه الدولة في كل شئ فليذهب الي مجمعات خدمات الجمهور ليرى بام عينه كم المواطنين الذين يستخرجون الجواز هذه الايام ، وليسجل زيارة كذلك الي صالة المغادرة في مطار الخرطوم ويرى كيف يفر الناس من الوطن فرار الصحيح من الاجرب، وليشهد كيف ان التهانى والزغاريد حلت مكان البكاء والحنين واحاسيس ( بلادك حلوة ارجع ليها دار الغربة ما بترحم) فى باحات الوداع بمطار الخرطوم .
تامل عزيزي القارئ عدد الاسر السودانية التي هربت الان واختارت ان تستقر في تركيا ومصر هربا من جحيم العيش في السودان وما يجره من متاعب ومصاعب علي المواطنين..
ترى كم حجم الاموال التي هربت للاستثمار في الخارج وهل تملك حكومتنا اية احصاىيات باعداد الاسر التي غادرت السودان واستقرت بالخارج وهل احصت المبالغ التي هربت خارج البلاد خلال العامين الماضيين.
للاسف يتعارك الحكام والمعارضين علي حطام وطن جريح مزقته المواجهات والحروبات والخلافات دون ان يكون هنالك عقلاء يقودون البلاد الي بر الامان.
تمنينا ان يتفق المختلفون الان علي الوطن (يكون او لايكون) ويختلفوا علي كل ما دون ذلك ولكن للاسف ان١تهي الوطن الذي يتعاركون عليه.. ومازالوا علي طريقة ديك المسلمية ( يعوعي وبصلتو يحمروا فيها..)..