(على فكرة) ..كمال علي ..لهفي على هنا ام درمان
كانت الونيس والرفيق والرفقة المأمونة في الحل والترحال.. َتوانس وترافق وتترفق وتفيد وتضفي وتضيف وتعلم وتوجه وتطرب…. كانت هي الإذاعة السودانية الام التاريخ والماضي وعطر الذكريات.
كانت هنا ام درمان جملة اثيرية محتشدة بالوطنية والهيبة والوسامة واناقة المفردة… عندما تسمع جملة هنا ام درمان تحس انك كائن حي له جذور وله إرث وله مقومات بقاء على قيد الحياة في وطن عزيز مكرم يلتقي اهله على ضفاف أثير هنا امدرمان فيفرحون ويطربون ويتعلمون ويكون من ضمن بشر الدنيا حضورا باهيا انيقا وتكون الدنيا في متناول مؤشر موجات اثيرهم.
كانت هنا ام درمان حكاية وملحمة وتاريخ وضاء له عطر وأريج وعبير… كان الزمان صحو مبتسم وكانت الدنيا ابتسام والراديو رفيق لا يخون…. يهب النور والضياء والعلم والمعرفه ويرطب الأجواء بالحكايات والأخبار وخلاصة تجارب الكون وتزدهي دنيا المستمع ويطرب للموسيقى والغناء ورفيع الطرب.
هكذا كانت الإذاعة السودانية وقد تعاقب عليها افذاذ من المديرين والمذيعين والمهندسين والفنيين والاعلاميين والمحررين والعمال وكافة المنسوبين وكانت في أوان ورد ازهي عصورها نجمة لامعة في سماء الميديا أعطت المتابعين الكثر الذين يتابعونها من كل جنبات الكون.
هكذا كانت وهكذا أعطت ومااستبقت.. وحطمت ارقاما قياسية في العطاء المتفرد والخدمة الراقيه بفضل العاملين الذين اخلصوا العطاء وكانوا في الموعد دايما حباء وكرامة ومحبة جياشه انتج ابداعا يفوق الوصف وينافس أرقى إذاعات الدنيا حينما كان الراديو خير جليس في الزمان.
ثم دار الزمان دورته واصاب الإذاعة السودانية البلي وتهالكت استوديوهاتها وتصدعت جدران مبانيها ووهن صوتها وشح عطاؤها وباتت مهجورة ونالت منها (الجقور) التي وجدت الأماكن مهجورة وبيئة العمل متردية ويضرب الإهمال جنباتها ويعمل منسوبيها في ظروف بالغة الصعوبة والتعقيد.. يعملون في صمت وحقوقهم مهضومة ولولا التصاقهم الوجداني بالمكان الذي صار بيتهم وعائلتهم لهجروها ولافردت أفراد البعير الاجرب.
هذا حال الإذاعة السودانية الان التي تنكر لها اهل الحل والعقد في بلادنا واوردوها موارد الردي والهلاك وهي تترنح الان من الاعياء بعد أن هدها الوجع ونال منها الإهمال ولا مبالاة المسؤولين.
الإنصاف يحتم ان يلتفت حكام بلادي الي الإذاعة ويولوها حقها من الاهتمام لسالف ماقدمت وما أعطت.. وناشد السيد البرهان ونائبه السيد حميدتي ووزير الإعلام ان يلحقوا الإذاعة فهي في الإنعاش تحتاج العناية المركزة حتى تعود سابق عهدها فتية وقوية تعطي وتهب الحياة زينتها وفضائلها فحقها علينا أن نكون حضورا مقدرا عند حضرتها ونرفع لها التمام.
ونقول للأستاذ لقمان المدير العام للهيئة القومية للإذاعة والتلفزيون ان هب لنجدة الإذاعة وأوليها ماتولي التلفزيون من اهتمام فهي اولي واحق.
نقول قولنا هذا ونستغفر الله لنا ولكم ونشد على أيدي منسوبي الإذاعة داعمين ومساندين والله من وراء القصد.
بوركتم.
ونعود.