احمد عبدالوهاب يكتب في (فنجان الصباح) .. كاكاو باللبن!!!
جاءت حكومة
الانتفاضة (١٩٨٥م) بالدكتور محمد بشير حامد الكادر اليساري، والاستاذ الجامعى وزيرا الثقافة والإعلام .. وكانت أولى قراراته إيقاف صحيفة (الوان).. ومنع عدد من الصحفيين من الكتابة علي رأسهم الناقد الرياضى الشهير، الاستاذ الكبير ميرغني أبو شنب الذي منع من الكتابة في (الايام)..
وعادت (ألوان) للصدور بامر القضاء السوداني العظيم.. وعاد معها أبو شنب كاتبا راتبا.. وكانت ( ألوان ) يومها تطبع لوحدها، أكثر مما تطبعه مطابع الخرطوم اليوم، من صحف سياسية ورياضية واجتماعية مجتمعة.. وكان القارئ يتلقفها وهي أشهى لديه من ماء بارد على ظمأ.. وتنفد من الأسواق مبكرا..
كانت( ألوان ) ماثلة للطبع.. لما دخل الأستاذ الكبير (حسين خوجلي) رئيس التحرير الشاب لصالة التحرير ، وسأل لماذا لم ترسلوا الصحيفة للمطبعة.. فقيل له إنها تنتظر زاوية الأستاذ ميرغني ابوشنب الشهيرة (بصراحة) .. ولما كانت الصحيفة في سباق مع الزمن.. ولابد أن تذهب للمطبعة، وكان لابد أن تصدر وبها ( بصراحة).. فقد فكر صاحب( ألوان ) هنيهة ، ثم دخل مكتبه وبعد خمس دقائق دفع لفني الكمبيوتر بزاوية ( بصراحة)..
وصدرت (ألوان ) بمقال رائع كتبه ابو ملاذ على لسان (ابو شنب)
جاء فيه..
( أنا وزميلي حسن مختار في غرب افريقيا َمع مرشح السودان عبد الحليم محمد(دكتور حليم) لرئاسة اتحاد الكرة الافريقي (الكاف).. وغرب أفريقيا بلاد تجيد الكورة والفرنسية.. ونحن غرباء الوجه واليد واللسان.. ولأجل ذلك ظللنا طوال ٢٤ ساعة لا نتناول في كل وجبة غير ( البسكويت والكاكاو باللبن) ..
أرسل حسن مختار للدكتور حليم طالبا منه ان يبعث لنا مترجم ( نتعشى) به.. ووافق دكتور حليم علي مضض.. ووقف أمامنا فتى غاني انيق حليق، وأنصت لطلبات (أبوعلي ) بكل أدب واريحية .. ثم دخل لإدارة المطعم في الفندق الفاخر ، وخرج بعدها وقال ؛ ان كل شئ جاهز، وكل طلباتكم حاضرة ومرتبة .. وأن عليه الانصراف الآن معتذرا لانشغاله مع الدكتور حليم بأشغال معركة الإنتخابات الأفريقية حامية الوطيس..
وكان أبوعلي قد طلب طبقين من( الشية) الضاني، مع طبق من الفتة الساخنة، ومعها توابعها من السلطة الخضراء، والبيضاء.. ولم ينس الشطة والليمون. وراح في انتظار أحر من شية بالجمر، يتخيل الوجبة التي رأي في مقدمها طلعة الخرطوم بالليل..
ولكن كم كانت دهشتنا عظيمة، عندما وضع النادل أمامنا البسكويت و ( اتنين كاكاو باللبن)..
وأما بقية القصة.. فقد ( سقط دكتور حليم)..
وكان تعليق صاحب (من الركن) و(حزمة تفانين) :
و( ليه مايسقط دكتور حليم إذا عنده مترجم أقول ليهو عايز منتخب السنغال، يجبب لي حكام الكاميرون)..
سقى الله تلك الأيام..