د. عمر كابو .. (ويبقى الود) .. حزب الأمة: رعب مبرر!!
لا تستغربن من مواقف حزب الأمة الأخيرة الداعية والداعمة بشدة إلى إقصاء وعزل المؤتمر الوطني ومنعه من أية مشاركة سياسية قادمة.. فذاك محض خوف وقلق ورعب مبرر٠
لا تستغربن فإنعاش للذاكرة قليل تبعد عن المرء باعث الاستغراب وهل تنسى الذاكرة الجمعية للشعب السوداني أن كل زيارات الإمام الصادق المهدي الأخيرة رحمه الله باءت بالفشل والجماهير تحاصره وتهتف ضده؟!
راجعوا شريط زياراته لولايات دارفور والجزيرة لتتحققوا من صدق زعمنا..
دعكم من الإمام رحمه الله هل تذكرون ماذا حدث لابنته مريم المنصورة (المنصورة في شنو ماعارف) في آخر ظهور لها يوم شيعتها هتافات الثوار الحارقة وولت هاربة من جحيم لعناتهم وهم يحاصرونها هاتفين:-(( بكم بكم بكم قحاتة باعوا الدم)) ذات ماحدث لأخيها الصديق مرتين: الأولى رفضوا له مجرد أن يخاطبهم أمام مقر لجنة التمكين الفاسدة غداة حلها بالتحديد يوم ٢٦ أكتوبر الماضي بعد يوم من قرارات البرهان الشجاعة التي قذفت (بأربعة طويلة) إلى مزبلة التاريخ والثانية في مناسبة اجتماعية حزينة حاصره الثوار وكادوا أن يفتكوا به وبسيارته لولا العناية الإلهية التي كتبت له عمرًا جديدًا فولي هاربا من غضبتهم وآثر الانزواء بعدها حتى الآن٠
دعكم من هذا أول البارحة وفي صلاة العيد وفي معقل الأنصار بالجزيرة أبا ما إن انتهى الإمام من صلاة العيد إلا وغادر الأنصار ميدان الصلاة احتجاجًا على موقف الحزب الداعم والمؤيد للمستعمر الأجنبي البغيض (فولكر وود لبات) ..غادروا وتركوا الإمام يخطب في بعض معارفه وأصدقائه من الذين غلب عليهم الحياء أن يتركوه قائماً وحده يناجي الأشجار..
هذا هو حزب الأمة الحزب التاريخي الذي فقد شعبيته وسنده الجماهيري الكبير بسبب مواقف قيادته السياسية البائسة المتماهية والداعمة للأجندة الاستعمارية..
فلقد أسفت كل الأسف والحزب يصدر بيانا طويلاً مملاً لم يخلُ من ركاكة وفجاجة وتناقض يعلن فيه بكل لؤم وقبح وصفاقة وتبجح وبلا أدنى حياء دعمه لفولكر ومساندته لوجهة نظره وتبنيه لعزل المؤتمر الوطني وإقصائه والسعي في حرمانه من حقه الدستوري والسياسي في المشاركة لكونه حزبًا رائدًا ومؤثرًا وكبيرًا لاينكر إسهامه في نهضة وتطوير البلاد إلا مكابر بادئ الرأي ساذجه٠
رأي لم يقل به حزب محترم صراحة حتى الحزب الشيوعي ألد أعدائه فالتاريخ يحفظ لسكرتيره السياسي تصريحه لقناة الجزيرة: (هم جزء من الشعب ونحن ضد الحجر عليهم) في إشارة لمنسوبي المؤتمر الوطني٠
فقط مايعزي المرء أنها دعوة من حزب يعيش الآن فقدان وزنه واتزانه وضعف إرادته وهشاشة قيادته وانقسامها على نفسها و تآكل شعبيته بعد رحيل رمزه الأول..
فبحق يحتاج حزب الأمة إلى وقفة ومراجعة كبيرة لكي يستعيد بعض أراضيه وعافيته وحضوره وألقه القديم ومن ذلك وجب عليه أن يسارع إلى عقد مؤتمر عام لتجديد قيادته فلا أعتقد أنه يمكن أن ينافس على المركز الرابع في أية انتخابات قادمة في وجود قيادات رخوة هشة هشاشة مريم والصديق وثانيها وجب عليه أن يستعيد بعض قياداته الكبيرة والمؤثرة في مثل تجربة وحنكة عبدالله مسار وأحمد نهار ومبارك الفاضل ودكتور الصادق الهادي المهدي؛ هؤلاء استفادوا من تجربة الإنقاذ وأفادوها مع إفساح المجال للكبار في قامة فضل لله ناصر برمة وإبراهيم الأمين والواثق البرير وامام الحلو لأن يدلو بدلوهم ويقود الحزب قيادة فعلية دون كبت٠ ثم تبني مواقف سياسية راشدة تتفق وتتسق مع تاريخه ومبادئه سيما وأن قواعده التي كانت تدين له بالولاء الطائفي قد قضت نحبها وأظل زمان ما عاد هناك مكنة فيه لحزب أن ينقاد إليه الشباب طائعين لمجرد ولاء طائفي في زمان الوعي والاستنارة والشفافية والإفصاح والشورى حيث لا حجب ولا تضليل ولا محسوبية ولا غيبوبة ولا عبط ومن هنا فإن أي موقف يعلن عنه الحزب سيجد نفسه محاسبًا عليه وهل هناك حساسية لدى (الأنصار) أكبر من ممالأة العدو (الأجنبي) على حساب سيادة البلد و مصلحة أبنائه ؟!! اللهم إنها الخيانة العظمى الصريحة الواضحة وضوح الشمس في كبد السماء التي لا يواريها شيء و لا تحتاج إلى بيان إلا إذا احتاج النهار إلى دليل..
أكاد أجزم أن من كتب هذا البيان بينه قواعد حزب الأمة وشبابه بعد المشرقين وأن من كتبه لم يقرأ أدبيات الحزب جيدًا ؛فمتى كان حزب الأمة يقف موقفًا علنيًّا واضحًا مناصرًا للإقصاء والعزل السياسي؟!
أكاد أجزم أن ثورة شباب حزب الأمة قادمة؛ قادمة بقوة ستنهي عهد الكهنوت والطائفية وتفتح المجال لقيادة أنصارية شبابية مسلحة بالعلم والمعرفة والعمق والالتزام متجاوزة حصر القيادة في بيت واحد وفي أسرة واحدة فللحزب من الشباب ماهم أقدر وأعرق وأعمق وأنزه من مريم والصديق ذاك هو السبب الحقيقي الذي جعل أبناء الإمام يرفضون قيام المؤتمر العام٠
أخيرا يجب التذكير دائما بأن المؤتمر الوطني استعاد عافيته وثقته في نفسه ويمضي بقوة من نجاح لنجاح ومن فتح لفتح ومن انتصار لانتصار مستعينا بالله وبالحادبين على مصلحة الوطن المدافعين عن رأية الإسلام يمضي بقوة لن تستطيع قوة في الأرض أن توقف مده فصوت العقل والحكمة تطلق نداءها القوى لحزب الأمة :(أن أركب معنا) فإن أبي فسيغرقه الطوفان طوفان الباطل إن الباطل كان زهوقا٠
فنظرة عميقة للحشود الضخمة التي خرجت في استقبال الناظر عثمان كبر والبروف غندور والفارس أنس عمر والبطل كمال إبراهيم كافية لمعرفة مدي التأييد الشعبي المطلق الذي تحظى به قيادة المؤتمر الوطني ذاك ما يهابه حزب الأمة ويخافه ويخشاه٠
ثابتة وحاضرة:
1/ مطالبة أربعة طويلة باسترداد أموال لجنة التمكين وأموال القومة ليك ياوطن وأموال كوووررونا وأموال المنح والقروض الخارجية (ملايين الدولارات) ٠
٢/ مطالبة القضاء بتسريع إجراءات محاكمة لصوص لجنة التمكين فورا٠