واشنطن تلوح برفع تجميد المساعدات… مناورات الزمن الضائع
لاتزال الولايات المتحدة الأمريكية تمارس سياساتها القديمة المتجددة تجاه السودان بسياسة العصا والجزرة ويتجلي ذلك في الاتصال الهاتف الذي تم امس بين رئيس مجلس السيادة ومساعد وزير الخارجية للشؤون الافريقية مولي في وقال تعميم صحفي صادر من مجلس السيادة بأن المسؤولة الأمريكية أكدت خلال اتصالها التزام بلادها بدعم عملية الانتقالي السودان إعادة الدعم في حال تحقيق التوافق واستكمال عملية الانتقال
ويشير عدد من الخبراء الي الخذلان الكبير الذي يتعرض له السودان عبر سلسلة من الوعود الأمريكية المستمرة ما بين الترهيب والابتزاز بما يحقق المصالح الأمريكية ولم تكن الأولى اول الأخيرة في ظل بحث واشنطن المحموم لتحقيق مصالحها في السودان، ويقول المحلل السياسي محمد السناري أن الولايات المتحدة الأمريكية ظلت تعتمد على سياسة الترغيب والابتزاز في وقت واحد وأشار إلى أن السودان تعرض لهذا النموذج منذ أكثر من ثلاثة عقود وظل يدفع فواتير باهظة وظل يقدم التنازلات وراء التنازلات في الوقت الذي يدفع المواطن السوداني فواتير صلف السياسة الأمريكية التي قامت بتدمير البنيات التحتية وهدم المشاريع القومية، وأشار إلى أن واشنطن لم تف بالوعود التي أطلقتها منذ انفصال جنوب السودان بعد استخدمت سياسة الترغيب بعد أن استخدمت المحكمة الجنائية الدولية كمخلب قط لتركيع نظام البشير، وأشار السناري إلى أن واشنطن استخدمت الكثير من الضغوط والابتزاز مصالحها تحت شعارات حقوق الإنسان والحكم الديمقراطي في الوقت الذي تعتبر فيه أكبر دولة منتهكة لحقوق الإنسان وسببا أساسيا لصراعات دول العالم الثالث، وعدم تحقيق اي وعد أمريكي او من شركاءها لرفع المعاناة عن الشعب السوداني وبل ظل السودان يدفع من موارده الشحيحة الخزانة الأمريكية حتى يتم رفع اسمه من قائمة الدول الراعية للارهاب
وفشلت الولايات المتحدة الأمريكية في تحقيق طموحاتها في السودان برغم ابتعاث ثلاثة مبعوثين في فترة وجيزة عجزوا عن تحقيق المطالب الأمريكية بدعم مجموعات تدين لهم بالطاعة وتعمل على أبرزهم مجددا في الواجهة السياسية، وقال خبراء ومحللون سياسيون أن تعيين 3 مبعوثين لأمريكا في منطقة القرن الأفريقي والسودان في أقل من عام تدل على سياسة التخبط والعشوائية التي تتعامل بها واشنطن مع الملف الخطير. وأكد الخبراء أن السياسة الأمريكية تجاه السودان مرتبكة تماماً، خاصة بعد أن فقدت حلفاءها داخل الحكومة بضربة قاصمة بعد أن أعدتهم لسنوات طويلة لإدارة المشهد في السودان. إلى جانب دخول روسيا والصين كحلفاء صادقين في السودان والمنطقة مما صعب على أمريكا بسط نفوذها الذي يعتمد على سياسة التهديد والوعيد والوعود الزائفة.